أقول لكم

محمد يوسف

تمنيت أن يختم خطباء الجمعة، يوم أمس، خطبهم بدعاء موحد، دعاء يسأل العزيز الحكيم رب العالمين أن يلطف بهذه الأمة، وأن يخفف عنها، وأن يحفظها من كل مكروه، فنحن بحاجة إلى الدعاء، وأمة تكثر الدعاء عند المحن والملمات تثبت قلوبها، وتتفتح عقولها، خصوصاً عندما تعجز عن درء المخاطر المحدقة، وتجد نفسها غير قادرة على التخفيف منها، وقد كبرت المحن وتضخمت مصائبها، فهذا اليمن، اليمن السعيد، ما عاد سعيداً، إنه يشتعل، وينجرف نحو هاوية لا تحمد عقباها، ولا تذر ولا تبقي، تأكل اليابس والأخضر، تزهق الأرواح من دون سبب، وتسفك الدماء نتيجة عناد ومكابرة وغرور، وعندما لا يكون اليمن سعيداً لا تكون الأمة سعيدة أبداً، فنحن جميعاً حزانى لهذا المشهد الذي نراه في جنوبنا، حيث المنبع والمصدر، كل شيء يستنزف، من الأرواح إلى الأموال مروراً بالأعراض والحرمات، ويموت الأمان، وتغيب الطمأنينة، وتتسيد الأطماع، وينتصر الشر على الخير، وتنهزم الحكمة اليمانية، بالله عليكم دعونا نسأل عنها تلك الحكمة اليمانية الشهيرة، أين هي؟ لماذا صودرت من خلايا العقول النيرة؟ وكيف استبدلت بجراثيم الحقد والكراهية والاستهتار بوطن؟ إن اليمن وطن لكل أولئك الذين يتقاتلون، وقد قبل الجميع أن يكون الوطن ضحية، أما المواطن فهو المسكين، هو الذي يقدم للذبح في سبيل اختلافات البعض، وذلك البعض دائماً هو الذي يكسب، على حساب الوطن والمواطن، يكسب مزيداً من النفوذ والقوة والسلطة والهيمنة والاستبداد.

وتتوالى المشاهد المؤذية، كل الأمة تتأذى من الانحدار والفوضى، ونحن أيادينا مغلولة، وعيوننا لا تدمع، تحجرت الدموع في المآقي، ونزفت قلوبنا دماً، فالخراب يعم، وسيصيب الجميع، من داخل اليمن ومن خارجه، ولا نملك غير التمني والدعاء، في صحونا وعند نومنا، وفي أعقاب صلواتنا، ندعو، كل الأمة تدعو الله الرحيم أن يلطف بها، وأن يرفع الكرب عنها، وأن يهدي عقلاءها، ويبطل كيد أعدائها، فهو السميع المجيب.

myousef_1@yahoo.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .

تويتر