أقول لكم

محمد يوسف

منذ أن عدت إلى الكتابة لم أتحدث في الرياضة، فالغيوم المتراكمة في السماء العربية حجبت الرؤية، ما صرنا نهتم بشيء غير الأحداث الجارية في بعض البلدان، والمتنقلة من مكان إلى مكان، أذكر أننا كنا نتابع نهائيات أمم آسيا، وكان كل شيء هادئاً، ما عدا بعض الاحتجاجات في مدن تونسية نسمع بها لأول مرة، مثل سيدي بوزيد والقصرين، ولم نعرها اهتماماً، انشغلنا بتحليل نتائج المجموعات، ثم انتقلنا إلى الأدوار النهائية، فإذا بالحال ينقلب، وكل شيء يتساقط في تونس، وتحركت « الريموتات »، وشخصت الأبصار، وغرقنا وسط خضم تلك الأحداث، ونسينا كأس آسيا، هكذا، في لحظة واحدة نسينا البطولة القارية التي كنا نتابعها، ولا أبالغ إذا قلت لكم إنني إلى اليوم لا أعرف من الذي فاز بكأس آسيا، حقيقة لا أعرف، ولم يتسن لي السؤال عنه حتى اليوم، فقد توالت الأحداث، وتصلبت ظهورنا ونحن نتابعها، لا نرى غير المحطات الإخبارية، نخشى أن يفوتنا حدث مهم إذا تحركنا بعيداً عنها، أصبنا بالهوس الإخباري، ولم نسأل كثيراً عن بطولاتنا المحلية، الدوري يتوقف أو يبدأ، لا ندري، والكأس يتأهل لها من يتأهل، ولا يهمنا، ولأنني كنت متوقفاً عن الكتابة لم ألتفت كثيراً إلى النتائج التي أسمعها في نهاية كل أسبوع، ومع ذلك كنت أعود بالذاكرة إلى الموسم الماضي مع كل ثلاث نقاط يحصدها الجزيرة، وأحمد الله أنني لا أملك وسيلة تشجيع عامة، ولن أتحمس علناً، ويفعلها الأخوة الذين يلعبون كما فعلوا في العام السابق ولا يفوزون، ويقع اللوم علي، فقط لأنني قلت إن من يريد أن ينافس على الدوري عليه أن يستأذن من الجزيرة، فقالوا إنني حرضت الآخرين عليهم، خصوصاً الوحدة الذي اختطف البطولة في الدور الثاني، وفاز الجزيرة هذا العام بالكأس، وحقق إنجازه الأول، ثم حسم الدوري لصالحه قبل أسابيع عدة من نهايته، وجمع الدرع بالكأس، وكنت قد عدت إلى الكتابة، ومع ذلك لم أكتب، تشاغلت بالسياسة، وتحملت الغمز واللمز من جمهور الجزيرة الذي أقول له « مبروك عليك الكأس والدوري »، أما بقية الأندية فأقول لها « من أراد أن ينافس على الكأس والدوري وأية بطولة أخرى عليه أن يكون مثل الجزيرة ».

myousef_1@yahoo.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .

تويتر