أقول لكم

محمد يوسف

قد لا يُكتب لنا أن نصلي في الأقصى، ونرحل مع حلمنا وأملنا، مثل أولئك الذين سبقونا من دون أن يشهدوا اللحظة التي تمنوها، من الناس العاديين، ومن القادة والزعماء العرب، وكذلك المقاتلون في حركات التحرير، وقد تصدق توقعات نتنياهو وغيره حول إطالة عمر إسرائيل 100 عام نتيجة ممانعاته وشروطه التعجيزية، وقد يكون الخبراء في بعض مراكز الأبحاث الإسرائيلية على حق عندما قالوا إن عُمر إسرائيل لن يزيد على 40 سنة مقبلة، لا ندرى، فنحن لا نعلم الغيب، إنه عند « علام الغيوب »، ومع ذلك نحن نعلم شيئاً واحداً، وهو أننا باقون في أماكننا، لن يزيحنا أحد، هكذا، كما هي الصورة المرسومة أمامكم، فلسطين وما غربها وشرقها وشمالها وجنوبها بلادنا، وداخل فلسطين مازلنا وسنبقى إلى آخر الدهر، يموت من يموت، ويولد من يولد، يرحل جيل ويأتي جيل آخر، تخبو جذوة المطالب سنوات لتعود أكثر إصراراً من قبل، وتنتهي مذبحة لتبدأ مذبحة، وتشير الإحصاءات إلى أن الشعب الفلسطيني، فقط الشعب الفلسطيني، بلغ تعداده أكثر من ستة ملايين نسمة، رقم يقترب من عدد الإسرائيليين، هم يتزاوجون ويتكاثرون، ونحن كذلك، ولن يخترع علماء الغرب جهازاً يمحو الأجناس، والأرض لن تُمسح بضغطة زر، ومن زار الأرض المحيطة بفلسطين يعرف أننا سنصلي ذات يوم في الأقصى، بعيداً عن سلاح البطش والغدر والتزوير، إن لم نكن نحن سيكون أولادنا أو أحفادنا أو أحفادهم، لا يهم، المهم أن طلة ليلية من فوق جبل في عمان نحو الغرب تكفينا، ووقفة بالقرب من اليرموك تريحنا، فهناك نرى أضواء الأقصى، وهنا نشم رائحة الأرض المباركة، ونحن باقون، سيناء باقية ومعها غزة، ولبنان لا يتحرك، هو ملاصق ومتداخل في جنوبه بشمال فلسطين، والجبال شواهد حتى الجولان، وقد يكتب لنا ربنا أن نشهد لحظة فتح أبواب الأقصى، ونذهب لنصلي مع المصلين، وقد نكون رحلنا مع الراحلين، ولكن مسجدنا سيستقبل أمةً حاضرةً في وقتها وزمانها.

myousef_1@yahoo.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .

تويتر