5 دقائق

المرأة المليونية والتغيير المطلوب

ميره القاسم

بصفتي بعيدة عن ساحة الإفتاء الشرعي، لا أدري حقيقة هل يوجد مانع شرعي من إبرام عقود الزواج داخل مكاتب محاماة، لوضع تحديد واضح للحقوق الزوجية بين الرجل والمرأة؟ أم أن الدين يجيز هذا الأمر؟

والحيرة التي وقعت فيها تعود إلى وجود فئة متخصصة في تعقب الزلات التي قد لا تكون مقصودة، فتبدأ في تجريد المسلم من معتقده في أبسط الأمور التي لا تغني ولا تسمن شيئا.

وتفكيري في أمر العقود يعود إلى خبر أوردته الصحف، يسرد واقعة حقيقية عن امرأة رفعت دعوى قضائية ضد مطلقها الإماراتي طالبة منه تعويضا قيمته 45 مليون درهم (12.2 مليون دولار)، بسبب عدم معاشرتها معاشرة الأزواج، الأمر الذي سبب لها اضطراباً نفسياً!

بالطبع لن أصادر حق المرأة في إقامة ما تشاء من دعاوى قضائية، لكنني ألوم قلة وعينا في صياغة عقود الزواج، ولو كنت مكان الزوج لحرصت من البداية على الاشتراط على الطرف الآخر أن يكون الزواج «عن بُعْد»، وألاّ يتخطى حدود الأدب واللباقة أوتكون المشاركة فقط في الأكل والشرب ومشاهدة البرامج التلفزيونية، ولأننا نعرف أن العقد شريعة المتعاقدين فإنني أدعو، ومن باب الحرص، حديثي الزواج إلى أن يشترطوا في عقودهم الجديدة المقبلة عدم الالتزام بتوفير رحلات سياحية، نظراً للظروف القاسية التي تمر بها الدول العربية في الوقت الراهن أو ربط الأمر بانتهاء الأزمات العربية في ظل الارتفاع الباهظ للرحلات الخارجية!

ولو تابعنا قراءة الخبر الذي نقل عن المرأة المليونية التي قالت، وهي بكامل إرادتها أمام القاضي «نظراً للقيم العربية المحافظة ووضع المرأة في مجتمع مثل هذا، بقيت صامتة وحاولت التأقلم مع هذه الحالة عبر الصلاة، آملة بأن الأمور ستتحسن يوماً ما».. لوجدنا أنها في حقيقة الأمر لم تلتزم بعادات وتقاليد المجتمع الشرقي، بل فضحت نفسها قبل أن تفضح زوجها عبر كل وسائل الإعلام!

لذلك أدعو إخوتي الرجال إلى الحرص على تدوين شرط آخر في العقد، وهو أن تبقى زوجاتهم صامتات أطول فترة ممكنة، ولهم في نظام التقاعد العربي عبرة، فمثلاً اشتراط 40 عاماً للصمت وعدم الحديث عما يدور داخل الغرف الزوجية المغلقة أمر لابد أن تلتزم به الزوجة الجديدة، وبعد الـ 40 لها أن تفعل ما تريد، ولو اضطرت إلى رفع دعاوى قضائية في محكمة العدل الدولية بلاهاي، كون المواطن العربي بعد الـ40 يبدأ في العزوف عن ملذات الحياة، لأنه يكتشف أن مديونيته أكثر مما يمتلكه، لذلك لن يستطيع توفير مبلغ 12 مليون دولار، حتى لو اشترك في جيش القذافي الموعود بمكافآت مالية ضخمة، في حال انتصاره على قوة التحالف!

wahag2002@hotmail.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .

تويتر