في الحدث
لعنة النقد.. من ولفوفيتز إلى ستروس
جعفر محمد أحمد
يبدو أن لعنة رئاسة صندوق النقد الدولي أو البنك الدولي أصبحت تطارد كل من يتولي هذا المنصب المرموق ربما لارتباطه بالمال أو الشهرة، وفي بعض الاحيان عدم اختيار الرجل المناسب في المكان المناسب. فمن الاميركي بول ولفوفيتز وصديقته شاها علي رضا المولودة من أب ليبي وأم من اصول سورية، الى الفرنسي دومينيك ستروس وعاملة التنظيف الغينية في فندق سوفيتل بمانهاتن، يبدو أن رؤساء صندوق النقد الدولى أو البنك الدولي، مولعون بالنساء، ومغرمون بالفضائح الجنسية. وكما سبق أن شهد البنك الدولي استقالة مديره السابق ولفوفيتز الذي اتهم في مايو 2007 بمنح الموظفة السابقة لديه شاها رضا علاوات غير مستحقة، على خلفية علاقة كانت تربطه بها، هاهو دومينيك ستروس يستقيل من رئاسة صندوق النقد بعد فضيحة مماثلة.
اعتقال المدير العام لصندوق النقد الدولي دومينيك ستروس البالغ من العمر 62 عاماً في نيويورك قبل أيام وتوجيه الاتهام اليه بالاعتداء الجنسي ومحاولة اغتصاب عاملة تنظيف الفندق، وظهوره في وسائل الاعلام المرئية والمقروءة وهو خارج من مفوضية شرطة هارلم في نيويورك ويداه مكبلتان خلف ظهره، صورة هزت الرأي العام ومست سمعة فرنسا على المستوى العالمي قبل ان تكون قضية أطاحت بسمعة ومنصب وتاريخ ستروس، وأعطت فرصة من ذهب للرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي الذي كان يرى في ستروس منافسه الابرز في الانتخابات الرئاسية في وقت سجلت شعبيته أدنى مستوياتها قبيل استحقاق ابريل ومايو .2012
فضيحة ستروس الأخلاقية بلا شك وضعت حداً لطموحاته السياسية بعد ان كان الاوفر حظاً في استطلاعات الرأي للترشح عن الحزب الاشتراكي لمقارعة ساركوزي، وفتحت جدلاً عن الخليفة المحتمل لرئيس الصندوق المستقيل في ظل تصاعد الأصوات المطالبة بكسر احتكار أوروبا للمنصب واختيار رئيس من إحدى الدول النامية، إذ إن هناك اتفاقا غير مكتوب يقضي بمنح رئاسة البنك الدولي للولايات المتحدة ورئاسة الصندوق لأوروبا منذ تأسيس المنظمتين الدوليتين عام .1945
وخلافاً لفضيحة ولفوفيتز التي انتهت مع إستقالته، فإن زوبعة ستروس ستتواصل حتى يقول القضاء الاميركي كلمته الفصل في قضيته، وستظل كل الاحتمالات مفتوحة ما بين البراءة كما يدعي الاخير، والحديث عن وجود «مؤامرة» لاسيما أن بعض المقربين من رئيس صندوق النقد المستقيل قالوا ان منافسيه وعدوا بوضع عقبات أمامه عندما سيخطو أولى خطواته مرشحاً للانتخابات الرئاسية في فرنسا.
لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .