أبواب

10 أعوام على منتدى الإعلام

سالم حميد

عشرة أعوام، مدة أكثر من كافية، فهل نستطيع القول إن «منتدى الإعلام العربي» قد بلغ سن الرشد؟ قد يتساءل البعض عن هذا المنتدى والفائدة المرجوة منه، وما الأهداف التي حققها؟ وما منجزاته؟ للوقوف على واقع منتدى الإعلام يجب أن تكون لدينا ذاكرة قوية لكي نستذكر المنتدى في بداياته، وما التطورات التي حققها وهل ارتقت إلى التطور الكبير في الإعلام العربي، الذي أيضا قد بلغ سن الرشد، إلا إذا استثنينا الإعلام المراهق الذي لايزال يتخبط؟ مع التطور النوعي والكمي في إعلامنا العربي، خصوصا المرئي، الذي انتشر وكثر مع وجود كم كبير للقنوات العابرة للحدود والقارات، فمعظم دول العالم قد خصصت ساعات بث أو قنوات ناطقة بالعربية، حتى كدنا نظن أنه لا توجد دولة إلا ولديها حصة للمشاهد العربي، وهذا يطول شرحه وله أسباب عدة تؤكد أهمية المنطقة العربية في الخريطة العالمية، لكن بالعودة إلى منتدى الإعلام العربي، فهو بكل تأكيد يحمل مسؤولية كبيرة لمواكبة الأحداث الجارية، والمد الإعلامي الكبير، فهو لم يعد منتدى ضيقاً صغيراً بل أصبح علامة فارقة على المستوى العربي، لهذا عند تقييم المنتدى يجب أن نقوم بذلك بتجرد.

المنتدى خلال السنوات الماضية حقق نقلة نوعية، وأسس لتجمع إعلامي عربي مميز، ففيه يجتمع نخبة رجال الإعلام وأصحاب الأقلام، ويتدفق الجيل الجديد من إعلاميين ومشروعات إعلاميين، والكل يريد أن يعرف ما الجديد في هذه الصناعة، وإلى أين نتجه وأين نحن من الإعلام الغربي الذي يشكل نسبة كبيرة من تدفق المعلومات، التي تأتي في معظم الأحيان معلبة جاهزة من الوكالات والمحطات الكبرى؛ هي إذاً موضوعات شتى تشغل البال في الإعلام الذي أصبح سلطة عليا وليس سلطة رابعة.

في الماضي والحاضر يستقطب المنتدى شخصيات متميزة لها مكانتها، متحدثين وقادة رأي وأصحاب أقلام وفكر، يجتمعون ويجرون منتديات تسعى لخلق حالة من تلاقح الأفكار بهدف التطوير والفهم، لكن منتدى هذا العام جاء في فترة مميزة هي فترة الثورات العربية، فترة حقق فيها الإعلام دوراً محورياً كان يفتقده في الماضي، فكان ينقل الخبر والتحليل أولا بأول؛ ربما وجده البعض صوت الشعوب المقهورة، واعترض آخرون على أن دور الإعلام يجب ألا يتجاوز وينتقل إلى الدور التحريضي، الذي يفتقد معه الموضوعية، خصوصا في مجال نقل الخبر بواقعية ودون حياد عن الحقيقة. لكل ذلك وللكثير من الذي لم يُقل والذي لا تتسع له مساحة صفحتنا، وجب التساؤل حول دور منتدى الإعلام العربي، وهل هو بمستوى الحدث، أم هو مجرد صالون يلم الإعلاميين العرب من مختلف مشاربهم، يجتمعون يتبادلون السلام، ويثبتون وجودهم، كل على طريقته، ثم يشدون الرحال إلى مواقعهم؟ وكيف يمكن أن نرتقي بهذا المنتدى إلى أن يكون فاعلاً ومؤثراً من خلال طرح أفكار جديدة، والإسهام في دفع التطور الإعلامي، الذي لابد أن يخرج من التقوقع؟ كلها تساؤلات من باب الحرص على أن يرتقى هذا المنتدى عاما إثر عام إلى دور فاعل وحقيقي.

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .

تويتر