ونطق القلم

مالك عبدالكريم

الرشفة الأولى

فوضى الملاعب العارمة التي اجتاحت المدرجات الإفريقية أخيراً، والتي باتت الأقرب للظاهرة خلال الفترة القليلة الماضية لكثرتها وبساطة الشرارة التي تسبب اندلاعها، وبمعنى أدق «سبب هايف»، هي المولود الشرعي والمتوقع للثورات العربية التي اجتاحت بعض الدول، إذ إن بعض الفئات من الناس لا تفهم هذه الثورات وحقيقة أسبابها وأهدافها السامية «إذا كانت كذلك»، فتعيشها كما تعيش «الموضة» والشاطر من يتبعها!

الحبر المسكوب

تسارعت وتيرة الأحداث خلال الأيام الماضية، وهكذا جرت العادة مع اقتراب الموسم الرياضي من الانتهاء سواء محلياً أو دولياً، ولكن الحدث الأبرز دون شك هو خروج أنديتنا الأربعة من البطولة الآسيوية الكبرى بأداء أفضل بنسبة قليلة جداً من العام الماضي، وهذه الأفضلية كانت بفوزين اثنين جاءا في الوقت الضائع جداً للعين والوحدة، لكن في النهاية المحصلة واحدة خروج مذل ومهين، وإذا كان الإمارات هو الأفضل لأنه لعب «من قلبه» ويليه العين بشبابه الصغار الذي نعلم منذ القرعة أنه «ظلم» كونه لعب مع كبار شرق آسيا، وكلنا يعلم الفارق الفني بين فرق شرق القارة وغربها، ولو أننا نعلم أن الجزيرة شارك في البطولة للاستجمام فقط مع سبق إصرار وترصد لتمنينا أن يحصل العين على فرصته ومجموعته، وليقضي براغا ومن معه فسحة استجمامهم هناك في اليابان وكوريا والصين!

رأيت وسمعت الكثير من الانتقادات والهجوم على أشخاص قالوا كلمة الحق في ما فعله الجزيرة، وبالتأكيد دافع هذا الهجوم بعيد كل البعد عن المنطق بل هو تعصب مشجعين لناديهم لا أكثر، فالفارق بين الجزيرة والفرق الثلاث هو أن هذه هي إمكاناتها «الراهنة» ولا قدرة لها في وضعها الحالي على أكثر مما قدمته، أما الجزيرة فلديه القدرة على المنافسة على اللقب وليس فقط التأهل للدور الثاني، لكنه أصر على أن «يمرمط» بنفسه ملاعب آسيا ويخسر بالأربعة والخمسة.

العذر للأسف جاهز وهذه المرة ليس بطولة أندية العالم بل البطولات المحلية التي من الأساس لم تكن بعيدة كثيراً عنه هذا الموسم بعد الضعف العام لكل الفرق والفوارق الكبيرة التي ظهرت منذ البداية، ومشاركة أكثر إيجابية كانت بمتناول اليد للجزراوية، لكنها «فوبيا» ضياع البطولة في الأمتار الأخيرة خلقت غشاوة على عيون براغا ولاعبيه، وهذه الغشاوة تعد ذنباً وليست عذراً!

أخيراً، على براغا أن يدرك أن وعده بالمنافسة الموسم المقبل نتمنى ألا يكون ضحكاً على الذقون، ونتمنى ألا يخرج الينا بعذر جاهز الموسم المقبل ويقول «نريد المحافظة على لقب الدوري وأيضاً كسر قاعدة معاناة البطل الموسم التالي»!

وتبقى قطرة

14 ألفاً شاركوا أمس في ماراثون زايد الدولي الخيري في نيويورك وهو العدد الذي وصلت معه الطاقة الاستيعابية لحديقة سنترال بارك إلى «اللمت أب»، نعم هي ليست السمة الوحيدة لأوجه الخير التي ترعاها دولة الإمارات، لكن بالتأكيد البادرة الإنسانية الرياضية الوحيدة التي تجمع هذا الرقم الهائل من المشاركين في مكان واحد، فشكراً من القلب لصاحب الفكرة وراعيها وداعمها.

mashe76@hotmail.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه.

تويتر