وجهة نظر

المركز الثاني

حسين الشيباني

وفق الإحصاءات الصادرة عن الاتحاد الآسيوي، جئنا في المركز الثاني قارياً من حيث حجم الإنفاق، وللأسف حللنا في المركز التاسع قارياً من حيث المستوى الفني، وبذلك نتقدم على كوريا الجنوبية من حيث الدخل والإنفاق وليس المستوى الفني في لعبة كرة القدم!

وتشير الدلائل والمؤشرات إلى وجود بذخ في الإنفاق على الاحتراف بصورة متزايدة تؤثر سلباً في العملية الاحترافية، وقدرات الأندية المادية على المدى الطويل والقصير، لذا يستوجب إيجاد حلول تسهم في تضييق الفجوة بين حجم الدخل المالي في الأندية وما تنفقه فعلياً على اللعبة والاحتراف ككل.

وهذا مايدعونا إلى توضيح أهمية دور الاستثمار والتسويق في الأندية، والذي يحتاج إلى مزيد من الاهتمام والتفاعل، ولانعتمد فقط على دعم الحكومة والمجالس الرياضية.

والخوف من دخول الأندية المحترفة في نفق مظلم، وهي مرحلة الأزمة المالية خلال السنوات القليلة المقبلة، إذا استمر الإنفاق غير المدروس، ونزيف الإنفاق العشوائي، وبالتالي سنجد أندية غير قادرة على الإيفاء بالتزاماتها، ما يؤثر سلباً في سمعة الاحتراف في الدوري الإماراتي.

ونؤكد على ضرورة الاهتمام بتساوي أضلاع العملية الاحترافية (الدخل، الإنفاق، المستوى الفني للعبة)، لذا يجب البحث عن حلول تتساوى فيها الأضلاع الثلاثة، وما نشاهده على أرض الواقع لا يتوازى مع حجم الإنفاق، والدليل على ذلك بدءاً بمستوى وتصنيف المنتخب الأول ونتائج الأندية المتواضعة في النسختين السابقة والحالية في دوري أبطال آسيا، يعني أننا ننفق ما يفوق مستوانا الفني بثلاثة أضعاف، وهي الفجوة التي لم توجد في بقية الدوريات، خصوصاً ذات الترتيب الأعلى.

ونشدد على ضرورة فرض آلية مالية رقابية على عملية الإنفاق بالأندية، حتى لا تتدهور ميزانيات الأندية، وبكل تأكيد يجب على الرابطة واتحاد الكرة التعاون معاً للبحث عن هذه الآلية التي تسهم في الحد من الإنفاق على اللعبة، وإلزام الأندية تقديم موازنتها المتوقعة، وألا يخرج حجم ما ينفق على ما يقدم من موازنات في كل ناد، وفرض عقوبات على الأندية المخالفة.

ولابد من دور كبير للمجالس الرياضية في هذا الأمر، للبحث عن آليات تحد من الإنفاق، ومراقبة وتوجيه الدعم المالي المخصص للأندية المحترفة.

ونقترح على المجالس الرياضية تبني ورشة عمل على مستوى عالمي، باستضافة خبراء ومتخصصين، لمناقشة الحد من ظاهرة بذخ الإنفاق على الاحتراف وبأسلوب علمي واحترافي.

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .

تويتر