أبواب

أفلا يعقلون

سالم حميد

في خضم ما يحدث من تقلبات في العالم العربي، وهزات عنيفة في بعض البلدان، لأسباب عدة أبرزها الوضع الاقتصادي السيئ، يرجح كثير من المحللين والمراقبين السبب في تلك الحالة التي تعيشها دول عربية عدة إلى تراجع الوضع الاقتصادي وترديه وتغوّل الفقر وعدم القدرة على تحقيق كرامة مواطنيها. وهنا يحق لنا كوننا مواطنين في دولة الإمارات أن نشكر الله على نعمته في بلادنا الآمنة التي نعيش فيها باحترام ضمن وضع اقتصادي يكفل حياة كريمة للمواطن والمقيم على حد سواء، ربما نُحسد عليها في كثير من دول العالم، فمسيرة حكام الإمارات، وعلى رأسهم سيدي رئيس الدولة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، أدام الله عزه، واهتمامهم الفعلي بشعبهم ومتابعتهم ودعمهم الدائم، أكدت على التلاحم ما بين القيادة والمواطنين، بعيداً عن الشعارات الرنانة، فهو تلاحم عفوي وطبيعي لتلك العلاقة المميزة، لكن كما أسلفنا، ففي خضم هذه التحولات الجذرية في بعض دول العالم العربي، تتسنى الفرصة لبعض الانتهازيين المتلونين كالحرباء، الذين يلبسون لباس المدافعين عن الحريات والناطقين بحقوق الشعوب، ليقوموا بمحاولة تخريب ما وصلنا إليه من إنجازات في مجالات عدة، حتى بات بلدنا الصغير في مساحته مقصداً للحالمين من شتى بقاع الدنيا، فما إن يذكر اسم الإمارات في أي مكان في العالم، حتى نسمع من الغربيين أو الشرقيين رغبتهم في زيارة هذا البلد، أو العمل فيه. طبعاً هذا الأمر، من خلال زياراتي لكثير من بلدان العالم، يشعرني بالاعتزاز بالمكانة التي حققناها، لكن أن تأتي شرذمة ثم تدعي غيرتها على وطننا، وتحاول أن تشوه من صورتنا عبر تمثيليات مكشوفة، فهذا معيب جداً! فبدل أن يدعموا التطور في بلدنا ويكونوا جزءاً من بناة الوطن، يتحولون بهدف شهرة زائلة أو لا ندري ربما بسبب حفنة من الدولارات، إلى أداة للهدم!

اللافت أن ظهور هؤلاء وتزامن تصريحاتهم ونشاطهم مع التوتر في المنطقة العربية، يثبت أنهم انتهازيون ينتظرون الفرصة المناسبة لينقضوا على بلدهم، «هذا إذا كانوا فعلاً يشعرون بالانتماء إلى هذا الوطن»، ثم يطالبون بمطالب لا تناسب ثقافتنا، وكل ذلك من أجل خلق بلبلة إعلامية في الداخل والخارج، وليشوهوا صورة بلدنا! والغريب في الموضوع أن أجندة هؤلاء غير واضحة المعالم، فقد نسمع أن هناك من ينتقد بهدف أن يرفع من السوية المعيشية لابن بلاده مثلاً، لكن هذا الانتقاد الغريب والعمل الدؤوب بهدف هدم ما حققناه وما نسعى إلى تحقيقه في الإمارات أمر مرفوض.

أفلا يعقل هؤلاء، ويعودون إلى جادة الصواب؟ وألا يعلمون أن بلدنا سيبقى كما تعودنا مثالاً يحتذى لشعب وقادة يعملون معاً في خدمة هدف واحد هو الوصول بالإمارات إلى أفضل البلدان وأكثرها تقدماً ورفاهية؟

كلمة أخيرة، ليس بالضرورة ما يناسب الآخرين سوف يناسبك، أو ما يليق على الآخرين سوف يليق عليك.

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .

تويتر