5 دقائق

المرأة والتركيبة

ميره القاسم

أتساءل: إلى هذا الحد حلول التركيبة السكانية حالة مستعصية؟! وهل ما طرحه مدير عام هيئة تنمية المجتمع خالد الكمدة، اختزل بالفعل حلولاً للتركيبة السكانية؟!

تفاعل المجتمع مع تصريحات الكمدة التي نشرت في «الإمارات اليوم» وشجع فيها المواطنين على الزواج بامرأة ثانية، مع منحها امتيازات تحفيزية لضمان حقوقها، مطالباً المواطنات في الوقت نفسه بتقبل الفكرة، باعتبارها أحد الحلول الجذرية لمشكلة العنوسة والتركيبة السكانية.

لا أدري حقيقة لو كانت التركيبة السكانية مقلوبة وعدد الرجال يفوق عدد النساء، وكنت أتساءل أيضاً عن الحل الوحيد الذي سيوضع من قبل هيئة تنمية المجتمع التي على ما يبدو تنظر لمشكلات المجتمع من زاوية واحدة وتغفل عن بقية الزوايا التي قد يأتي من خلالها حلول جذرية وتسهم في التنمية المطلوبة، بدلاً عن زيادة الأعباء على أفراد المجتمع من خلال فتح منزلين وزيادة في أعداد الأطفال، بعد أن تبدأ الزوجتان في التنافس على إثبات وجودها والتشبث بنصف الزوج الذي منحته لها التنمية الحديثة.

الجميل في كلام الكمدة قوله إن اقتراحه لحل مشكلة العنوسة والتركيبة السكانية من خلال توفير «الزوج المدعوم» بحوافز تشجيعية لتقبل به المرأة، هو أحد الحلول، ولم يقل الوحيد، لذلك أجد أن الأنسب لنا كمجتمع أن نعيد التفكير في زواج المواطنات من الأشقاء العرب عموماً، كحل بديل للإماراتية التي ستتزوج بمواطن متزوج، وما ينتج عن ذلك من مشكلات معروفة، وذلك وفق ضوابط وشروط محددة مثل السن وسنوات الوجود داخل الدولة والمؤهل العلمي والإمكانات المادية، مع اقتراح أن يعطى الزوج جنسية مؤقتة تستبدل عند بلوغ أطفاله من زوجته الإماراتية لسن محددة، وبهذا تحل مشكلة أخرى وهي أبناء المواطنات، وذلك بعد أن توّج صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، «رعاه الله»، أخيراً بأخذ الحلول الجذرية لضمان استقرار حياة المواطنات المتزوجات بأجانب وذلك بمنحها مسكناً.

وما يدعوني إلى طرح هذا الاقتراح، الذي أعلم جيداً أنه سيلقى الرفض والنقد والصدام من بعض القراء والمهتمين، هو تجنيب الإماراتية الدخول في مشكلات الزوجة الأولى، وما أدراك ما مشكلات الزوجة الأولى، في حين يُخطف الزوج منها، غير أن هذه المشكلات ستؤدي أيضاً إلى التضحية بإحدى الزوجتين، ما يضعنا بالنهاية في خلق مطلقة بدلاً من عانس!

المشكلة الوحيدة التي ستواجه المجتمع لو تحقق الاقتراح يمكن أن تتمثل في إقدام بعض النساء على «الخلع» ليستفدن أمن حوافز وضمانات هيئة تنمية المجتمع التي كنت أتوقع قبل قراءتي خبر اعتماد قروض الإسكان الجديد أن تشتمل على راتب ومنزل وسيارة «سبور» بمقعدين حتى تضمن عدم مرافقة الزوجة الأولى حتى في أسوأ الأحوال.

فكرة زواج الإماراتية من أحد الإخوة العرب قد تضمن سلامة التركيبة باعتبار وحدة اللغة والدين والحفاظ على الاستقرار الأسري الذي ننشده.

wahag2002@hotmail.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتبة يرجى النقر على اسمها .

تويتر