أبواب

«مصرقع» أنت يا إسماعيل

سالم حميد

أودّ أن أشير في البداية إلى أن صديقي الهولندي العزيز إسماعيل بصدد مقاضاتي لأنني أستغل اسمه لطرح بعض المقالات الرمزية لشخصيات يقول عنها إسماعيل الحقيقي «حاشاني أن أكون كهؤلاء»! بالفعل حاشاك، ولكن أرجو أن تتحملني قليلاً فلا أحد لي سواك، وكان الله في عونك يا إسماعيل.

في اللهجة الإماراتية مسمى «مصرقع» يُطلق على الشخص الخفيف العقل أو المخبول، وفي الماضي كان يُعتقد أن من تصفعه جنية يصبح غير رزين وطائش الفكر، فيقال له «مصرقع»، وإسماعيل أنسب شخص في العالم تناسبه هذه الأيام هذه الصفة، ولكن مشكلة إسماعيل أنه لا يعرف عن إصابته بمرض «الصرقعة المتسمعلة» منذ عقود من الزمان، ويعتقد أن العالم بأسره مجنون، وهو وحده سليم العقل! ولقد تأكدت من إصابة إسماعيل بمرض «التصرقع» أخيراً بعد قراءة مقتطفات من كتابه الهزلي الظريف «الكتاب المتصرقع»، الذي لا أعرف كيف تحمله المجتمع الهولندي على مدى العقود الماضية! ولكن الحراك الأخير في بعض الدول دفع ببعض الهولنديين إلى الوقوف في وجه إسماعيل وتفاهاته، وقالوا له «لقد ضقنا ذرعاً بجنونك، فيكفي صرقعة يا إسماعيل»، ولكن إسماعيل المستبد صرخ في وجوههم، وقال لهم باستحقار «من أنتم؟!».

إسماعيل اعتاد، على مدى عقود طويلة، الوقوف في ساحة «دامرك» وسط مدينة أمستردام، ليلقي خطاباته المتصرقعة، ويقول «المتصرقعة أنثى والمتصرقع ذكر.. هي تحيض وهو لا يحيض.. هي تحمل وهو لا يحمل!»، ياإلهي! ما هذا الإبداع الفلسفي يا إسماعيل؟! ويضيف إسماعيل «الحزب هو الديكتاتورية العصرية.. الديمقراطية هزيمة للشعب.. الدستور باطل لأنه من صنع البشر!»، ثم يرى إسماعيل أن الحل الأمثل في نظم الإدارة يكمن في اللجان الشعبية «المتصرقعة»! اعتقد أن الجنية التي قامت بصفع إسماعيل، وهو صغير، كانت صفعة قوية للغاية، فمن المستحيل أن نجد شخصا «مصرقع»، وذا منصب في العالم مثل صديقنا الظريف إسماعيل.

إسماعيل كان في السابق يشدد على حرية التعبير حتى لو كان من يعبّر عن رأيه مجنوناً، ولا يُلام إسماعيل على هذا القول لأنه يعرف جيداً أنه يتحدث عن نفسه! وها هو اليوم يصف أبناء شعبه بأقبح الصفات لأنهم طالبوا بحقوق حرمهم منها إسماعيل على مدى تلك العقود، ولكن إسماعيل وحتى اليوم لايزال ينعق «من أنتم يا.....»! وكونك شخصا «مصرقع» يا إسماعيل، فهذا لا يعطيك الحق في حرية قمع الشعب، ثم اتهامهم بتعاطي لفائف الماريغوانا، الأمر الذي تسبب في ثورة الهولنديين ضدك، فجميعنا يعلم أن أمستردام بجميع أحيائها غارقة في استهلاك الماريغوانا وأولهم أنت، فكلما قمت بشفط لفافة ماريغوانا بدأت في الهلوسة وسرد خزعبلاتك الهزلية ومقولتك الاستحقارية «من أنتم؟».. إسماعيل مجرد إنسان «مصرقع» مستبد عدو للحق وعدو للحرية، ولقد تجاوز الحد كثيراً بكل قبح، كونه شخصاً يغلب عليه طابع الجهل، وطابع النفس على العقل.. إسماعيل لايزال يهدد بتطهير البلاد من العقلاء كافة، وجعلهم «مصرقعين» مثله! أي تطهير هذا ياإسماعيل؟!

الشعوب العربية تدفع، الآن، ثمن حماسة الثورات العسكرية العربية، في خمسينات وستينات القرن الماضي.

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه.

تويتر