5 دقائق

امرأة في ظل

ميره القاسم

آخر ما كان يخطر ببالي أن أطرق موضوع الزوجة الثانية مدافعة عن حقوقها، ليس لأنها «امرأة في الظل» أو لا تستحق الحقوق التي تتمتع بها الزوجة الأولى، بل لقناعتي الراسخة بأن الزواج الثاني ليس حلاً في معظم الأوقات لمشكلات الزواج الأول، ويخلق مشكلات من نوع آخر، وربما العكس.

ثانياً.. أنا مثل أي امرأة تخاف الزوجة الثانية والثالثة والرابعة، وكوني أدافع عن حقوقهن أتمنى ألا يتخذ زوجي موقفي هذا ذريعة ليتسنى له مفاجأتي بزوجة تشاركني فيه، المهم أنني وجدت نفسي أمام مشكلة اجتماعية قائمة لا يمكنني تجاهلها، فقررت أن أعرضها على كل من يهمه الأمر ليبدي فيها رأيه بكل صراحة ووضوح لعل الله يجعل للزوجة الثانية ومثيلاتها مخرجاً وحلاً، ولم أنسَ أن أدعو الله في سرّي وعلانيتي ألا يقرأ زوجي مقالي هذا!

تقول صاحبة الرسالة: «أناشــدك بالله أن تناقشــي موضوع الزوجــة الثانيــة المواطنـــة، والله (أكتبلج) ومرارة في كبدي وأنا في حالة بكاء دائم وفي انهيار تام. أنا مواطنــة إماراتية مطلقــة بلغت الخامســة والثلاثيـن، وطلقت بسبب استهتار الزوج السابق وخياناته المتعددة، فاضطررت إما إلى القبول بخياناته أو الطلاق، ثم تقدم لي زوجي الحالي وهو متزوج وله أربعة أبناء، ولأنني مطلقة اضطررت إلى قبول الزواج به، فالمطلقات اللواتي تعدين الثلاثين من سيقبل الزواج بهن إلا رجل متزوج؟ ولكن أين حقوقنا في العيش الكريم كزوجات لهن حقوق يجب مراعاتها؟ ألأننا زوجات ثانيات لا حقوق لنا؟ يبدو لي أن الظروف المادية اليوم ستكون السبب في طلاقي الثاني، ما يجعلني أتساءل: ما حقوق المواطنة في حال كونها زوجة ثانية، على الرغم من أن الحقوق في مثل هذه الحالات فصلتها الشريعة الإسلامية؟ وخلاصة قصتي أنني أعمل في شركة بترول، وبمجرد عقد قراني تم خصم بدل السكن الذي يوازي 14 ألف درهم، على أساس أن الزوج يوفر سكناً لي؟ لكن زوجي ما يصرف له من بدل السكن يذهب إلى زوجته الأولى وأبنائه، فأين هو حقي كموظفة تستحق بدل سكن يكفل لي العيش المستور حتى وإن كنت زوجة يظللها بيت من حر مالها وتعيش في كنف زوج لا توفر جهة عمله سوى بدل سكن يكفل عيش أسرة واحدة؟ وبلادنا والحمد الله تتمتع بقيادة رشيدة تعمل دائماً على إيجاد الحلول لتتماشى مع الظروف الحياتية المعيشة، وأنا في ظرفي هذه أعيش عيشة حرمان، فزوجي غير قادر على ستري كزوجة ثانية جراء هذه القوانين التي يجب إعادة النظر فيها. الرجاء عرض مشكلتي، فهل ترضــون بطلاقي مرة أخرى لأعيش بلا زوج ولا ولد طوال حياتي؟ أنا لا أطلب إلا العدل، وأعتقد أن الجهات المختصة قادرة على منحي الستر ليس إلا».

انتهت رسالة الزوجة الثانية لتبدأ حيرتي وأسئلتي الكثيرة التي قررت أن أتجاهلها لأن واجبي يحتم علي التعبير عن هموم الناس وآلامهم، وهذه واحدة من آلام فئة من النساء موجودة في مجتمعنا شئنا أم أبينا، وهي معاناة تحتاج إلى حل.

wahag2002@hotmail.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتبة يرجى النقر على اسمها .

 

تويتر