أبواب

رسالة إلى جمارك دبي

سالم حميد

بعد رحلة عودة طويلة دامت نحو 10 ساعات لتحطّ الطائرة رحالها على أرض بلادي الحبيبة في الأسبوع الماضي، ثم إنهاء إجراءات العودة وتسلّم الحقائب ووضعها على العربة، دخلت السوق الحرة لشراء بعض الأغراض والهدايا، ثم وضعت الأكياس الثقيلة على العربة ورتّبتها بطريقة تجنّبها السقوط. بعدها توجهت نحو المخرج حيث يقف موظفو جمارك دبي الذين ينتقون بعض المسافرين ويطلبون منهم بإشارة من اليد التوجّه نحو جهاز فحص الحقائب، وكنتُ حينها مرهقاً للغاية وتمنيت ألا أكون أحد هؤلاء الذين سيدفعون عربتهم الثقيلة نحو الجهاز. ولكن من سوء حظي استوقفني موظف جمركي شاب، والغريب أنه لم يؤشر بيده نحو الجهاز، بل استوقفني بطريقة غير لائقة، ولم يبادر بالسلام أو حتى بعبارة «حمداً لله على السلامة»، بل تكلم من أنفه «عطني الجواز»!

لا اعتراض على الإطلاق على أداء الجمركيين عملهم وانتقاء من يشكّون فيهم من المسافرين، ولكن أليس من الأفضل لجمارك دبي أن تعطي موظفيها دروساً في كيفية التعامل بطريقة أرقى مع المسافرين المتعبين بغض النظر عن جنسية المسافر؟ فقد يكون هذا المسافر دبلوماسياً أو ضيفاً مهماً أو شخصاً له وزن واعتبار أو مسؤولاً في البلاد، أو مواطناً عادياً وفقيراً معدماً، لن يتقبل على الإطلاق هذا الأسلوب غير اللائق الذي لا نراه إلا في بلدان العالم الثالث.

لقد كنت على استعداد للتوجه نحو جهاز الفحص، ولكن أسلوب الموظف الجمركي جعلني أقف لبرهة أنظر في وجهه بصمت واستغراب، فكرّر طلبه باستفزاز أشد، فأعطيته جواز السفر، لأنني من التعب كنت أريد العودة إلى منزلي على وجه السرعة. ولاحظ الجمركي نظراتي الغاضبة فقرر أن يستمر في أداء حركات صبيانية، ويتفحّص جوازي على مهل صفحة صفحة، فقلت له: «لو سمحت أعطني جوازي»، فردّ عليّ رداً غريباً دون لياقة، قائلاً: «لن أعطيك الجواز، إلا بعد أن تمرر الحقائب والأكياس في جهاز الفحص»، فحاولت سحب جوازي من يده، ولكنه بقي متشبثاً بالجواز بقوة، رافضاً أن يعطيني إياه! فكانت ردّة فعلي رفضي تمرير حقائبي، وطلبت منه استدعاء مسؤوله احتجاجاً على أسلوبه المستفز، فقال: «لقد رأيتك تلعب بالأكياس على العربة وكأنك تخبّئ شيئاً، وكذلك الكاميرات كانت تراقبك»، قلت له: «ما شاء الله! الكاميرات تراقبني أنا على وجه التحديد! هذه أكياسي، تفضل افحصها»، فقال بعنجهية: «بل الجهاز الذي سيفحصها»، واستمر رفضي احتجاجاً على أسلوبه المستفز، فتدخّل بعض الشباب الآخرين من موظفي الجمارك لتهدئة الجدال، وأقنعوني بأسلوب مهذب - هذه المرة - بتمرير الحقائب، ثم قال أحدهم بعد تمرير الحقائب «اسمحلنا»! أسمح لهم على ماذا؟ على إهانة مواطن إماراتي له احترامه في بلاده؟

عندما أعدت حمل الحقائب الثقيلة على العربة من جديد، جاء الموظف الجمركي الذي استفزّني وعلامات النصر ظاهرة على وجهه، وسلّمني الجواز، فقلت له: «هذا الأمر لن يمرّ مرور الكرام»، فهل من ردّ للاعتبار يا جمارك دبي؟

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه.

تويتر