ونطق القلم

مالك عبدالكريم

الرشفة الأولى

لا خلاف على أن نتائج لاعبينا في بطولة الجائزة الكبرى لكرة الطاولة، التي اختتمت فعالياتها، أخيراً، كانت متوقعة في ظل مشاركة عمالقة اللعبة في البطولة، ولكني ومن واقع معرفتي بالخامات الموجودة حاليا أمثال راشد عبدالحميد وراشد محمد ومروان منصور، وغيرهم، ممن يمثلون نخبة الممارسين للعبة في الدولة وهم من أبرز الأجيال التي أنجبتها «طاولتنا» إن لم يكونوا الأبرز، فإني كنت أتوقع أفضل مما كان، فالخروج المباشر للاعبينا واعتباره أمرا «واقعا متوقعا» وبهذه الصورة من دون أي مقاومة تذكر، يجعلنا نثق بأن هناك خللا ما، اسألوا عنه الأندية!

الحبر المسكوب

عادت اسطوانة المطالبة بإيقاع عقوبة على الحكم للظهور مجددا، وأصحاب هذه المطالب يعزون ذلك إلى المعاملة بالمثل، فهم مؤمنون بنظرية «كما يعاقب اللاعب والإداري فلابد من معاقبة الحكم»، والمشكلة أن أصحاب هذا الرأي يلتفتون إلى مبدأ العقوبة والسلام من دون مسبباتها، فعندما يطالبون بمعاقبة الحكم بسبب خطأ ارتكبه، ينسون أن لا أحد يعاقبهم على أخطائهم في الملعب من تمريرات «أي كلام» ورعونة أمام المرمى وتمركز خاطئ، بل تكون العقوبة نظير تجاوزهم القوانين، وهنا لابد من إيضاح الفارق والتأني قبل المطالبات غير العادلة.

فإذا خالف الحكم القانون وجبت عليه العقوبة وهناك العديد من الأحداث المماثلة يعلمها المطلعون على الأمور، ولكن أخطاء الملعب هي نفسها تلك الأخطاء التي لا يعاقب عليها الإداري أو اللاعب رغم أنها الأصل في ضياع جهود الفريق والإدارة معا والجمهور أيضا.

ولو أنهم يحصون أخطاء الحكام بكل دقة، فلماذا لا يحصون أخطاءهم في مباريات أدارها الحكام من دون أخطاء، ومع هذا لم يحققوا النتيجة التي ترضي جماهيرهم رغم أنه واجبهم الأساسي.

لست بصدد الدفاع عن الحكام، ولكني ومع كل جولة تتعالى فيها الأصوات للمطالبة بحلول، أخشى أن تعود المطالبات بحكام أجانب من دون إدراك خطورة هذه الخطوة التي ربما تعيدنا للوراء سنين طويلة، ولم نسمع عن حكم من دون أخطاء، كما لم نسمع عن لاعب لم يخطئ!

بالحبر السري

تجري «اتصالاتها» في مشارق الأرض ومغاربها من أجل الحصول على موافقة ترعى من خلالها أحد الفرق أو المهرجانات الرياضية العالمية، في حين يشتكي أبناء البلد من ضعف الرعاية والاهتمام، ولو أنها خصصت جزءاً يسيراً من حملاتها الدعائية لمصلحة هؤلاء الشباب لحققت أهدافها وأهدافهم معاً.

وتبقى قطرة

نعم، كان في دفاتر النسيان، بعد أن ملأ الساحات الخضراء سطوراً من المجد، وفجأة ظهر مجدداً لكنه الظهور الأخير وظهور ما قبل الأفول، هو البرازيلي رونالدو ظاهرة كرة القدم، التي قدر لنا أن نعيش معها ريعان بلوغنا الكروي ونضوج عقولنا، فجاء اعتزاله رغم أنها دورة حياة لا مفر منها، ولا شك أن حزن البرازيليين أكبر لأنهم يعلمون جيدا أنه لأول مرة، على مر تاريخ السامبا «منجم النجوم»، تغيب أسطورة لهم عن المستطيل الأخضر، من دون أن يكون هناك بديل بوزنه يخلفه فيه!

mashe76@hotmail.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه.

تويتر