تسديدات

عيسى درويش

انخفضت ميزانية الهيئة العامة للرياضة والشباب في السنة الحالية، فقامت الهيئة بتخفيض مخصصاتها للاتحادات الرياضية 15٪. بعض الاتحادات اشتكت وأبدت تخوفها من تراجع إنجازاتها نتيجة تخفيض ميزانيتها. نقول لهم: نحن نعلم وأنتم تعلمون أن نصف الموازنات تذهب للسفريات والرحلات غير الضرورية، فقللوا من تلك السفريات ومصروفات التذاكر والفنادق ومخصصات المصروف اليومي للأعضاء، عندها ستجدون الفارق الضائع في المصروفات، وأغلب وفودنا الرياضية للخارج تضم إداريين «سامان ديكا» ليس لهم دور واضح في الوفد.

بعد كل خسارة يخرج إداريو الفرق بتصريحات علنية أن هناك من يحيك المؤامرات ضد فرقهم لتخسر المباريات، وأنهم مستهدفون من وراء الكواليس، شخصياً لم أستغرب ، فنحن العرب أكثر من يؤمن بـ«نظرية المؤامرة».

نادي العين حصل على شهادة نظام إدارة الجودة العالمية (آيزو 2000: 9001) عامي 2007 و،2009 ثم وقع في خطأ إداري فادح في مباراته أمام مسافي أخرجه من بطولة كأس رئيس الدولة، «لا يوصل الخبر عند جماعة الآيزو عن يسحبون منكم الشهادة».

نادي مسافي الصاعد على حساب العين في بطولة الكأس ليس لديه الإمكانات لإقامة معسكر للفريق لمباراته المقبلة في الكأس أمام الوحدة، أتمنى من الأندية أو الفنادق استضافة الفريق ليلة المباراة، خصوصاً أن تكلفة الإقامة والوجبات لا تتعدى 15 ألف درهم، ورفقاً بالأندية الصغيرة.

أقالت قناة «سكاي سبورت» المحلل الكروي لديها النجم الاسكتلندي أندي جراي مع مقدم البرامج الرياضية ريتشارد كيز ،خلال شهر يناير الماضي، بسبب تعليقات عن جهل مساعدة الحكم سيان ماسي أثناء مباراة ولفرهامبتون مع ليفربول في الدوري الإنجليزي الممتاز بقوانين احتساب التسلل دون أن يعرفا أن الميكرفونات مفتوحة، وأن البث على الهواء جار، إذ قال كيز: «من الأفضل أن ينزل شخص ما إلى الملعب ويشرح لها قاعدة التسلل»، ليضيف جراي: «النساء لا يعرفن قاعدة التسلل». بينما هناك أكثر من «محلل» في قنواتنا الرياضية قال أكثر من هذا الكلام عن المدربين والحكام، وحتى اللاعبين والإدارات، وهو يعرف أنه على الهواء مباشرة، ورغم ذلك لم يحاسبه أحد، أو يقول له إن للنقد أصولاً، ولا يجوز تجاوزها مهما كان اسم ومكانة الشخص.

خليفة حارب عضو مجلس إدارة نادي الشباب والمعروف بشخصيته المتميزة وتعامله الراقي مع الآخرين، كان إدارياً يجلس مع اللاعبين على دكة البدلاء لأكثر من 20 عاماً، ولم يحصل على إنذار واحد طوال هذه السنوات، لكنه تعرض لتعامل مستفز أخرجه قهراً عن دائرة السيطرة، فأراد أن يدفع عن نفسه سوء التصرف المقابل، فتلقى انذاراً وغرامة مالية سيدفعها من جيبه، فهل المسألة مجرد تحصيل غرامات؟ ونقول لـ«بومحمد»: «إللي ما يعرفك ما يثمنك».

لاعب كرة دولي، في خريف عمره الرياضي، يحجز كبائن مغلقة في أحد المقاهي ويرتاده بصورة شبه يومية، وعندما وصلت فاتورة الحساب إلى 4000 درهم طالبه مدير المقهى بدفع ما عليه من الفواتير، اختفى ولم يعد يرتاد المقهى، ونقل جلساته إلى مقهى آخر، وبعد فترة وصلت فاتورة الحساب إلى 35 ألف درهم! فطالبه مدير المقهى الثاني بدفع فاتورته، فلم يعد يحضر إلى المقهى، وعاد إلى المقهى الأول «بو 4000 درهم»، بعد أن دفع له 2000 درهم. أهلاً باللاعب المخضرم.

البعض في واقعنا يمارس دوراً يفوق دور البشر، فيعز من يشاء ويذل من يشاء ويقطع الأرزاق بجرة قلم! نذكرهم بقول النبي الكريم صلى الله عليه وآله وسلم: «اتق ظلم من لا يستطيع رد الظلم عن نفسه».

tasdidat@yahoo.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .

تويتر