ملح وسكر

يوسف الأحمد

مهما تحدثنا عن السلبيات والأخطاء التي تقع فيها فرقنا، فلن ننتهي منها شئنا أم أبينا، لأن البعض يعمل من دون هدف أو غاية محددة لتحقيقها حتى تعكس حجم العمل والصرف الذي يتم على الفرق ولاعبيها والمدربين.. الخ.

في الواقع بعد تلك الوقفة الطويلة استبشرنا خيراً بمشاهدة مستويات وأداء أفضل من ذلك الذي عايشناه في الدور الأول، لكن التوقعات خابت، فلم يحدث ذلك التصحيح المطلوب، كأن الفرق لم تستعد ولم تعالج أخطاءها في تلك الوقفة الطويلة، فالصرف يستمر، وميزانيات الأندية ترزح تحت وطأة الإفلاس، فلاعب يأتي، وآخر يذهب، ومدرب يحضر، وذاك يغادر، وهكذا «مال عمك ما يهمك»، فالأمور طيبة بالنسبة إلى البعض، كأن شيئاً لم يحدث.

الواقع يروي قصة معاناة المنتخب الباحث عن مهاجم يترجم الفرص إلى أهداف، ويبدو أن مكائن الأندية متعطلة، حيث باتت عاجزة عن تفريخ موهبة تهز الشباك من أول لمسة، الواقع يتحدث عن التراجع المخيف للمركز الـ11 بعد الـ.100 الواقع يقول إن أنديتنا تصرف ولا تبالي، والعجلة تمضي، كأن حال المقولة الشهيرة تبدل إلى المعنى الجديد: من أمن المال صرف دون تدبير أو تفكير!

في ظرف أسبوع واحد، تمكن فريق الجزيرة من الفوز على فريق النصر مرتين، الأولى في الدوري، والثانية في الكأس، عندما أقصاه من دور الـ 16 وبالنتيجة نفسها، إلا أن الأخيرة كانت أشد وطأة وقسوةً على النصراوية، لظنهم أن الحكم فريد علي تحامل عليهم، وتعمد خسارتهم، بيد أن المشاهدات والمتابعات تقول عكس ذلك، فالحكم أدار اللقاء بشكل جيد، ولم تكن هناك أية شبهة أو ريبة في قراراته التي طعنت فيها جماهير العميد، فقد كان حرياً بها أن توجه عتبها ولومها إلى لاعبي فريقها الذين لم يقرأوا مجريات اللقاء بشكل جيد، وخسروا من العنكبوت على التوالي في مدة زمنية، كانت كافية للمدرب ولاعبيه بأن يتعاملوا مع منافسهم بشكل مغاير عن المباراة الأولى، ويرجحوا الكفة لمصلحتهم، إلا أن هذا لم يحدث، وخسر الفريق، فكانت الشماعة هذه المرة هي الحكم. النصر، يا سادة، توجد فيه حلقة مفقودة منذ سنوات طويلة، عجزت كل الإدارات عن فك شيفرتها، إذ لم يتبق لهم حل سوى اللجوء إلى مصباح علاء الدين الذي لربما يرشدهم ويدلهم إلى هذه الحلقة الضائعة!

فريق الوصل تعرض إلى هزة قوية في بداية مشواره بالدور الثاني، ومُني بضربة رباعية موجعة من الوحدة، الذي بدأ سكة الفوز بالأربعات في الدوري مع الوصل، وأنهاها بالخمسات مع عجمان في الكأس أخيراً. الأمر المحزن في خسارة الوصل أن الفريق بدأ يخسر جماهيره شيئاً فشيئاً، إذ غابت كثافتها وحضورها عن آخر مبارياته، والسبب هو الخسائر التي يتلقاها، والمستوى السيئ الذي صار مرهوناً بمزاج لاعبيه الذين لا تعلم جماهيرهم إلى متى ستظل حالهم تعيد الكرة في كل موسم، إذ تكون بدايته نارية، ثم ما تلبث أن تنطفئ حتى تكاد تخمد مع نهاية الموسم، فالأمر برمته بحاجة إلى تصحيح، وفي اعتقادي أن البداية تكون من اللاعبين ومراكزهم، وخصوصاً الشق الهجومي الذي يحتاج إلى مهاجم صريح على شاكلة طيب الذكر، أندرسون، أو فرهاد مجيدي، كون أوليفيرا موقعه الصحيح خلف المهاجمين، أو بالأصح صانع ألعاب، فتقييده في الأمام أشبه بمن حكم عليه بالإعدام، لأن خطورته الحقيقة تأتي من الخلف وليس من الأمام!

أخيراً مازال عندي رأي بأن فريق العين يدفع حالياً ثمن أخطاء قرارات إدارية وفنية سابقة، حينما استغنى عن أبرز لاعبيه، وقدمهم عطايا وهدايا إلى فرق أخرى منافسة، كأنه باعهم بثمن بخس، فالبنفسج اليوم ليس بمن حضر كما كان في الماضي، لأنه إذا حضر مازال غائباً، فالذي نراه حالياً هو شبح لفريق كان اسمه الزعيم!

ya300@hotmail.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .

تويتر