رؤية

أهمية تنظيم مكاتب الطباعة وتوطينها

نجيب الشامسي

بعد عقود طويلة من الفوضى التي تمارسها مكاتب طباعة منتشرة في مختلف شوارع ومدن وحارات الدولة، انتبهت وزارة العمل إلى ضرورة تنظيم مكاتب الطباعة، ورقابتها، وتوطينها، وهي خطوة مهمة، ولها أبعاد كبيرة في إطار سياسة تصحيح سوق العمل في الدولة.

وكان لدائرة التنمية الاقتصادية في رأس الخيمة السبق في هذا الإطار، حينما تبنت فكرة توطين مكاتب الطباعة في الإمارة، من منطلق تصحيح أوضاع هذه المكاتب، وتوفير فرص عمل لشريحة من المواطنات، خصوصاً حاملات الشهادتين الإعدادية والثانوية العامة العاطلات عن العمل، اللاتي لديهن كفاءة وقدرة على النسخ، والطباعة، والتصوير، وإنجاز المعاملات.

إن أهمية خطوة وزارة العمل في إيجاد مراكز نموذجية للطباعة في مختلف مدن الدولة، تأتي لتحقق أهدافاً مختلفة، منها تصحيح أوضاع هذا المكاتب التي يمارس البعض فيها فوضى، سواء في التلاعب بأسعار الطباعة والنسخ، أو القيام بأعمال وساطة في العقارات، ومهام مكاتب التأجير، ثم العلاقات العامة وتخليص المعاملات.

ثم إن من شأن وجود هذه المكاتب، توفير فرص عمل لشريحة من بنات الوطن اللاتي حالت ظروفهم الاجتماعية دون إكمال دراستهن الجامعية، أو حتى عدد من الجامعيات اللاتي انتظرن فرصة عمل طالت مدتها. وهذه الشريحة تمتلك قدراً كبيراً من التعامل مع أجهزة الكمبيوتر في النسخ والطباعة والتصوير، وهن أكثر جدارة من كثير من الوافدات، كما أنهن جديرات بالثقة، وعدم قبولهن أي تجاوزات قد تحدث في إتمام المعاملات.

وبالتالي، فإن وجود فرص عمل لهذه الشريحة من المواطنات، يوفر لهن استقراراً نفسياً واجتماعياً ومعيشياً، ويستطعن من خلالها تحسين دخول أسرهن، ورفع المستوى المعيشي لأفرادها. كما أن ذلك يأتي من منطلق مسؤوليات هيئات الدولة ووزاراتها ودوائرها في توفير فرص عمل لمواطنيها.

وحينما تقوم مكاتب وزارة العمل، ثم إدارة الجنسية والإقامة، ثم الدوائر المحلية، مثل الأراضي والبلديات والمحاكم، حيث تنتشر مكاتب الطباعة حولها، برفد هذه المكاتب بالمعاملات، وتحويل جزء من عمليات النسخ والطباعة عليها، فإنها تحقق الدعم المطلوب لشريحة المواطنات العاملات في هذه المكاتب والمالكات لها، وفي الوقت ذاته تكون قد خففت جزءاً مهماً من أعبائها الإدارية والمالية والوظيفية، وسّرعت من إنجاز المعاملات.

ثم إن في هذه الخطوة بعداً آخر يتمثل في إعادة التوازن إلى سوق العمل، ورد الاعتبار والأهلية لأبناء الوطن، حتى لو تجسد في خطوة نأمل أن تتبعها خطوات أخرى من وزارات الدولة ومؤسساتها.

alshamsi.n@hotmail.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .

تويتر