5 دقائق

اللي يعيش يا ما يشوف!

ميره القاسم

مثير جداً ما يحدث من اهتمام جراء أي أفعال تتعارض مع العادات المستقرة في المجتمع من إفراط في استخدام أدوات التفضيل الأكبر والأغلى والأضخم، وإن كان في كثير من الأحيان الأحمق!

ودون الخوض في التفاصيل، ذلك أنه من المنطقي أن يمتلك كل منا رأياً تجاهأ أي فعل بدافع أيديولوجيته ووعيه وثقافته أياً كانت الأسباب الكامنة وراء تفسيره لهذا الفعل.

لعله أيضاً من الرائع ما تحدثه وسائل التعبير الحديثة «التكنولوجية» في تحريك وتحفيز وإثارة تلك المساحة من الحراك، وبوعي تجاه الرأي العام في المجتمع الإماراتي، وإن اختلفنا حول مفهوم الرأي العام وتحققه داخل المجتمع، ومن الواضح جداً أنه قد تشكل مفهوم خاص للرأي العام مع ظهور تلك الوسائل.

ما يسترعي الانتباه هنا أن فكرة الإفرازات التي تخلفها بعض القضايا المتداولة «تكنولوجياً» بحرية، تتناولها الصحف اليومية لتوظيف وسائل التعبير في خلق هوامش جديدة من الحرية، إلاّ أنها تسهم دون قصد في تحقيق الغايات الكامنة وراء هذه الأفعال المراد بها تسليط الضوء عليها، وهذه ظاهرة صحية وعمل رائع.

ان الإقدام على فعل ما حتى إن كانت الأهداف رائعة دون الانتباه أو الإدراك كم أننا مخطئين في آليات تنفيذ هذا الشيء تماماً كتكريمنا لتراثنا حينما نقوم بوضعه في أندية التراث احتفاء به كما نفعل بأكلاتنا الشعبية، على الرغم من وجودها في بيوتنا، إلا أنها لا توجد أولا تتطور لتكون إحدى الوجبات التي يطلبها السائح في بلادي أو في قائمة المطاعم المنتشرة هنا، وكما حدث مع الأكلات الشعبية من الممكن أن يحدث في كثير من الأفعال وإن كانت النيات حسنة!

ولعلنا نستغرب وربما نفرح إن قام أحد الفنادق بمفاجأتنا بطريقة مبتكرة للاحتفال بأعيادنا الإسلامية من باب التفرد والإبداع أوالدعاية، لو قام بشراء مجموعة من قطيع الأغنام النادرة في الخليج في عيد الأضحى مثلاً، وعرضها في بهو الفندق في ظل تخطي أسعار تلك الرؤوس ملايين الدراهم، أو نصب شجرة نخل كبيرة، وشراء أقدم فانوس في التاريخ احتفاءأ بقدوم شهر رمضان، والأفكار كثيرة، ما يجعل الفعل بارزاً ويحقق به صاحبه إما الشهرة أو الدعاية «واللي يعيش يا ما يشوف»!

سنة جديدة مملوءة بالأحلام والطموحأ بعيداً عن موسوعة «غينيس».

wahag2002@hotmail.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتبة يرجى النقر على اسمها .

تويتر