5دقائق

الحصاد المر

ميره القاسم

التهور والتسرع وعدم استشعار خطورة الفعل الخاطئ هي أكثر ما يميز البعض، الذين يندفعون إلى سلوك وتصرفات لا يعرفون خطورتها إلا وهم يحصدون حصادها المر، وبعد أن تقع الفأس في الرأس يبدأون بالندم.

يتهورون في القيادة ولا يراعون حق الطريق وآدابه، ويضربون بكل القوانين عرض الحائط، فتكون النتيجة أنهم يتسببون في حوادث مرورية حصادها الألم الرهيب لهم ولغيرهم.

يتهورون في إطلاق الأحكام على عباد الله من دون تثبت، فتكون النتيجة أنهم يقعون في الإثم والنميمة، وبالتالي يحصدون سيئات هم في غنى عنها.

يسارعون في استقدام وافدين لا يملكون ربع المواصفات التي يحملها أبناء الوطن على أنهم خبراء، فيصبحون عالة علينا وعلى الوطن.

يرسمون للمجتمع صورة نمطية واحدة من خلال التعليم المعلب الذي يتلقاه الجميع، فيخلق طلاباً متهورين همهم الأكبر التنافس على وظائف معلبة، لن تخلق مبدعاً جديداً في سماء الوطن.

يتهورون في الصرف والبذخ ويقترضون من البنوك ويحملون أنفسهم أعباء لا طاقة لهم بها، فتكون النتيجة السجن بسبب شيكات من دون رصيد.

يتهورون في اختيار شريكة الحياة ولا يبحثون فيها عن الدين وحسن الخلق، بل إن بعض الشباب لا يبحثون إلا عن فتاة جميلة وعاملة، وبعد الزواج تتضح الهوة الشاسعة، وتبدأ المشاحنات، والنتيجة هي «أبغض الحلال».

يتهورون في استخدام الطلاق لأي سبب، فتكون النتيجة الفراق والألم وتهديم البيوت وتشتيت الأسر.

يتهورون في استخدام قوتهم الجسدية ويحلون بها جميع مشكلاتهم، فتكون النتيجة أن يؤذوا غيرهم من دون قصد، لكنهم يورثونهم عاهات دائمة تنغص عليهم حياتهم وتدمر مستقبلهم. ومن المحزن أن معظم الشباب يصلون في اعتناقهم القوة حلاً لمشكلات تواجههم مع أقرانهم أو مع الآخرين إلى حد التهور.

فثمة أمور يجب أن يتوقف الشاب عندها، ويناقشها باتزان قبل الشروع فيها، فكم من عجلة أورثت غماً لا يزول، وكم من قرار متسرع أخذ بصاحبه إلى التهلكة، فما أكثر القصص التي نقرأها ونسمعها عن شباب في عمر الورود وقعوا في هذه الآفة وخسروا دينهم ودنياهم بسبب قرار متسرع بتجربتها، وعندما جربوها بتشجيع من قرناء السوء كانت المرة الأولى والأخيرة.

في الحياة أمور لا ينفع فيها التجريب ولا تتسع للمحاولات أولا المجاملات، لأنها تفشل من المحاولة الأولى.

إنه الحصاد المر!

wahag2002@hotmail.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتبة يرجى النقر على اسمها .

تويتر