5 دقائق

العيسى.. وشياطين النت

ميره القاسم

وصلني إيميل مجهول المصدر أسعدني كإماراتية، لكنني أتوقع أنه من دولة خليجية، حيث جاءت الرسالة تحت عنوان مستفز يقول «فين رايحة يا إمارات وسايبتنا»، وبمجرد فتح الرسالة وجدت الموضوع يشير الى خبر نشر في «الإمارات اليوم» تحت عنوان «سيارة (آمر).. إدارة حكومية متنقّلة في دبي».

مؤشرات كثيرة حملتها الرسالة التي وصلت بالطبع إلى ملايين الإيميلات عن طريق خاصية «إعادة التوجيه»، كونها حملت رغبة في وصول بلد المرسل إلى ما أنجزته الإمارات بتقنيتها الإدارية المتطورة، إذ يرى مرسلها أن وطني الحبيب تجاوز الجميع بسيارة «آمر» المزودة بأحدث وسائل التقنية الحديثة، ويعمل فيها موظف شامل ينجز مختلف المعاملات من أذونات دخول بأنواعها، وإنجاز إقامات العمل وإلغائها، إضافة إلى استخراج بطاقة بوابة الإمارات الإلكترونية.

النجاح بالطبع لا يحتاج إلى إشارة وتوضيح، فهو يصل إلى الجميع في زمن الرسالة الإلكترونية التي تواجه من يؤيدها ويعجب بها ويعيد إرسالها من دون توصية من المجهول الذي أرسلها وأنصف الإمارات ووجّه خلالها رسالة تحفيز لوطنه من دون أن يعيبه الأمر، فقد يتوافر في وطنه إنجاز لا يتوافر في غيره، ويبحث له عن الكمال من دون أن يشعر بعقد النقص.

أعجبت بالمجهول الذي أرسل الرسالة، وساءني بشكل كبير الإعلامي الكويتي المذيع بقناة «الوطن» عبدالوهاب العيسى، الذي وصف الأشقاء لاعبي المنتخب السعودي بـ«بقايا الحُجّاج» على صفحته الشخصية في الموقع الشهير «تويتر»، لسبب بسيط وهو أن العيسى أعد البرنامج بشكل جيد ليواجه المشاهدين عبره، على الرغم من أنه يعي جيداً الهدف الأسمى من دورة الخليج التي ألقى على سلبياتها الضوء أكثر من أية إيجابية طوال فترة إقامتها، على طبق من جرأة غريبة لم يحسب لها حساباً كونها صدرت في الشبكة العنكوبتية التي لها شياطين لا يُعرف لهم أول ولا آخر، حيث أصبح العيسى في الفترة الأخيرة لقمة سائغة لهم، حتى بعد أن قدم اعتذاره عبر شاشة «أبوظبي الرياضية»، وعلى الرغم من أن الذي اعتبره العيسى إساءة إلا أنه في حقيقة الأمر شرف لمن ينتمي إلى الحج والحجاج.

ومن جانب آخر أود التذكير بأن العالم يتجه بسرعة مذهلة نحو الإعلام الإلكتروني، واعتقد أن المرحلة الآن تمر بتجارب مذهلة يلاحظ فيها أن المؤسسات الرسمية لا تتبناها دائماً، ويأتي معظمها بجهود فردية أو جماعية غير مؤطرة تعتمد على الصواب والخطأ وتستشعر النجاح والفشل من ردة الفعل المباشرة، التي أتمنى أن يخرج من توابعها زميلنا العيسى على خير.. وأن يتأمل قول شاعرتنا القديرة سعاد الصباح:

سندباد كان بحاراً خليجياً عظيماً.. من هنا

والذين اشتركوا في رحلة الأحلام، هم أولادنا

والمجاديف التي شقت جبال الموج كانت من هنا..

إننا نعرف هذا البحر جداً.. مثلما يعرفنا.

wahag2002@hotmail.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتبة يرجى النقر على اسمها .

تويتر