تسديدات

عيسى درويش

انتهجت القنوات الرياضية العالمية الشهيرة أسلوب الحوار الهادئ الراقي في برامجها الحوارية وما أكثرها، لكن بعض قنواتنا الرياضية المحلية والخليجية والعربية اعتمدت أسلوب الصراخ والتطاول والسخرية من الآخرين وعدم تقبل الرأي الآخر، ومبدأ افتعال الأزمات المضحكة بين الدول وبين المشاركين في البرامج، بالإضافة إلى ثقل دم بعض المقدمين وأسلوبهم المتعجرف في إدارة الجلسات التي للأسف أصبحت الأشهر في إعلامنا الرياضي الفضائي، فضلاً عن الشللية وتصفية الحسابات. أتمنى وقفة حساب أو تصحيح لمثل هذه البرامج.

إداري منتخب لعبة جماعية شارك في بطولة خارجية، حذر لاعبي المنتخب من الخروج من غرف فندق الإقامة بعد العاشرة ليلاً، وهدد بمعاقبة أي لاعب يخالف التعليمات، بعض اللاعبين المشاغبين تسللوا من غرفهم بعد منتصف الليل ودخلوا «الديسكو» الملحق بالفندق، ليفاجأوا بالإداري وأحد مرافقي المنتخب على إحدى الطاولات، صاحبنا الإداري أسقط ما في يده ولم يجرؤ على الاحتجاج، بل جمع اللاعبين على طاولته وسمح لهم بالبقاء في «الديسكو» لمدة ساعة واحدة، ثم العودة إلى الغرف مع التعهد بأن يبقى الموضوع سراً.

لاعبنا عمر السالفة عاد ببرونزية مسابقة 200 متر عدو في دورة الألعاب الآسيوية، هذا عمر الذي أراد اتحاد ألعاب القوى أن ينهيه بجرة قلم قبل الآسياد بأيام.

مدرب فريق الرديف بنادٍ كبير يصعد إلى مدرجات الملعب ليستشير مساعد مدرب الفريق الأول في تبديلاته للاعبين أثناء المباراة!

في مباراة بدوري الشباب في لعبة جماعية سقط أحد اللاعبين، وأصيب بحالة من الارتجاف المخيف، وأخذ يلهث، و«يصارخ من قمة راسه»، وعيناه تكاد تخرجان من رأسه، وقام زملاؤه بإخراجه من الملعب مع طبيب النادي، وتم إسعافه بشكل فوري. طبيب النادي سأل اللاعب عما يشعر به وعن طعام الغداء الذي تناوله، فقال إنه تناول الطعام مع بقية اللاعبين في مطعم النادي، وبعد الغداء أعطاه زملاؤه شريطاً من الحبوب به أربع حبات على أنها حبوب للطاقة، ونصحوه بأن يتناول حبتين قبل المباراة، وحبتين بين الشوطين، فطلب الطبيب منه إحضار شريط الحبوب، ليفاجأ بأن زملاءه أوقعوه في «مقلب خطير»، وما تناوله اللاعب هي «حبوب زرقاء» للضعف الجنسي! السؤال هنا: «ماذا لو حدث مكروه للاعب لا قدر الله؟».

صديقنا راعي «الشنيوب» يقول إن الشنيوب الذي أطلق عليه اسم «خميس» توقع فوز منتخبنا الوطني على السعودية، وفوز العراق على الكويت اليوم في مباراتي الدور قبل النهائي لـ«خليجي 20»، وهذا أول اختبار لــ«خميس» بعد موت الأخطبوط الألماني «بول».

قيل في التملق أو المداهنة إنه عبارة عن مديح ومجاملة مبالغ فيها، وثناء كاذب، ويستخدم وسيلة للفت الانتباه، واكتساب الرضا، كما يعتبر التملق وسيلة للتسلق الاجتماعي، والإنسان المتملق أشبه بالممثل، أو البهلوان الذي يحذق لعب الأدوار، فهو يلاقي كل إنسان بوجه ويحدثه بنغم، ويضرب على الوتر الذي يرضيه صوته ويشجيه، والتملق آفة اجتماعية يعتمدها المتملق سبيلاً إلى غاية عند المتملق له، يتلمس سبل إرضائه للوصول إلى ما قد يكون حقاً له، وإلى ما قد لا يكون من حقه.

كل عام وأنتم بخير، بمناسبة اليوم الوطني لدولتنا العزيزة، سائلين الله أن يديم علينا نعمة الاستقرار والأمان، وأن يحفظ الوطن الغالي من كل سوء، ويزيده رخاء وكرامة في ظل القيادة الرشيدة.

tasdidat@yahoo.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .

تويتر