أبواب

كل عام والإمارات بخير

سالم حميد

«إنه لا بديل للاتحاد.. ولا وقت للضياع.. وإن الاتحاد سوف يقوم ويزدهر..»

رؤية ثاقبة للمغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، الذي استشرف أفقاً أوسع لطموحات وأحلام شعب الإمارات، فكان له ما أراد، وحدة قوية أسست لدولة حديثة متطورة تسابق في المجالات كافة، لتكون بحق أنموذجاً بين الأمم، فتجربتنا التي استمرت وازدهرت هي مثال يحتذى به، ودليل جازم على قدرة المواطن الإماراتي على تحدي الصعاب وتحقيق الأحلام.

حلم زايد تحقق في وحدة قوية لإمارات الساحل، وكل إماراتها تعمل بكد لتطور وتعزز من النجاحات التي استمرت منذ انطلاق الوحدة، فاليوم الوطني يحمل العديد من المعاني، ويجب أن نقف في هذا اليوم وقفة مراجعة لنجاحات 39 عاماً لنستقي العبر ونطور من أدواتنا كي نستمر بالزخم نفسه الذي انطلقنا به، فالشيخ زايد رحمه الله كان يتميز ببعد نظر ومقدرة على استشراف المستقبل، وقد أدرك أن الكيانات الهزيلة لا مكان لها في عالم اليوم، وفعلاً، أثبتت النظريات والدراسات الحديثة أن الاتحادات القوية تستمر لفترات أطول وتحمل الفائدة لكل أعضائها، وهذا ما أدركه الشيخ زايد وحققه بالفعل، فدولة الإمارات ازدادت منعة وقوة، وأصبح لها ثقل دولي واعتراف من الجميع، وأصبحت الدولة تحمل ثقلاً اقتصادياً وتعد من الدول المؤثرة في الاقتصاد العالمي.

ربما يكون اليوم الوطني أيضاً فرصة لنثقف الجيل الشاب والأطفال، حول تاريخ بلدهم والمصاعب التي واجهت الآباء والأجداد، ليرفلوا بهذا النعيم ورغد الحياة، فقراءة التاريخ والتعمق به ضرورية لنقل واقع الحياة آنذاك، ويجب تعليم النشء تاريخ تطور دولة الإمارات منذ التأسيس وحتى الآن، فكثير من شبابنا للأسف يجهل تاريخ بلاده ولا يعرف الكثير عنه.

اليوم الوطني أيضاً فرصة لتعريف زائري الدولة بتاريخ منطقتنا وعاداتنا وتقاليدنا، ومشاركة أفراحنا في هذا اليوم، فنحن ندعو إلى أن يكون اليوم الوطني فرصة لنشر ثقافة الإمارات وتراثها والتعريف بها، والتأكيد على هويتنا الوطنية الراسخة وعلى تاريخنا الذي نفتخر به، فيومنا الوطني يجب أن يكون عنصر فخر في تاريخنا، فالنقلة النوعية التي حققناها لم تأتِ من فراغ، بل نتيجة جهد ومثابرة وتخطيط محكم، فمؤسسو الدولة عملوا لأجل مستقبلنا، وكذلك يجب أن نعمل في الإمارات كافة من أجل مستقبل أولادنا، فحمل الأمانة واجب، ولا يجب علينا الاكتفاء بما حققه لنا السلف، بل أن نطور ونحدث لنقدم الى الجيل الجديد، كما قدم لنا أجدادنا تاريخاً مليئاً بالنقاط الناصعة، فالأمانة ليست بالهيّنة، وواجبنا ليس فقط الاحتفال، بل أن نكون جزءاً من هذا النجاح والتطور.

لقد حقق هذا المزيج الفريد في الإمارات علامة ميزت هذا البلد ليصبح مضرب المثل، فهذا المزيج بين الماضي والحاضر يظهر بلادنا الغالية بأبهى صورة، بلد يعبق برائحة الماضي ونضارة المستقبل، نعم بلدنا مميز ومواطنونا مميزون وعائلاتنا مميزة، فنحن نحمل الهوية الإماراتية.

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .

تويتر