تسديدات

عيسى درويش

ترك مراسلو قنواتنا الرياضية المحلية كل جوانب الأصالة والتراث، والإبداع في الفن والعمارة والأدب، وتنافسوا على إجراء تحقيقات تلفزيونية عن تجارة القات في اليمن، وكأن الأشقاء في اليمن ليس لديهم سوى القات، يا أخوان الموضوعية مطلوبة، ومزيد من الوعي، حتى يؤدي إعلامنا الغرض المطلوب منه، وتحية للأشقاء في اليمن العريق.

عشنا وشفنا لاعبين أفارقة في دورة الألعاب الآسيوية، وعشنا وشفنا لاعبين أفارقة ومن أميركا اللاتينية في كأس الخليج، ولم يتبق إلا أن نرى لاعبين من الإسكيمو في بطولاتنا.

هل تعلم أن البعثة الإدارية أكبر عدداً من اللاعبين والفنيين المشاركين ضمن وفدنا في الأسياد؟ وهل تعلم أن أحد رؤساء اللجان في بعثتنا استلم كامل مستحقاته من البدل اليومي نظير تواجده في البطولة التي تستمر حتى نهاية الشهر الجاري؟ ولكن صاحبنا رجع بالأمس وترك المهمة لأن الفلوس دخلت جيبه، ولن ترد إلى الخزينة، ولن يحاسبه أي أحد على ذلك.

تابعت مباراة منتخبنا الأولمبي مع نظيره الكوري في إحدى القنوات الخليجية وبصوت المعلق الخليجي، ورغم أن منتخبنا هو الممثل العربي الوحيد في هذا الدور، فإن المعلق الخليجي قام بالتعليق بهدوء وبقليل من التعاطف مع منتخبنا، ولم أجد المعلق الخليجي يصرخ بحماس مصطنع، وصراخ وزعيق، لدرجة البكاء، كما يفعلها معلقونا في مباريات الأشقاء، فمعلقنا الخليجي لا يسوّق لنفسه عند جمهورنا كما يفعلها بعض معلقينا.

نادٍ كبير تعاقد مع لاعب كرة في فريق الرديف، ودفع 500 ألف درهم، منها 300 ألف لناديه السابق، و200 ألف تقاسمها اللاعب مع وكيل أعماله، اللاعب حضر التدريب لمدة تقل شهرين فقط، ثم اختفى!! ويقال إن النادي لايزال يصرف له راتبه الشهري!!

إداري في فريق الأشبال بنادٍ كبير، أخذ بطاقات اللاعبين وعددها 22 بطاقة إلى بيته ليلة المباراة، وفي صباح اليوم التالي اكتشف ضياع البطاقات، فأبلغ إدارة النادي بالأمر، فقام النادي على الفور باستخراج بطاقات جديدة للاعبين من اتحاد الكرة، ودفع 11 ألف درهم رسوم استخراج البطاقات، إضافة إلى 5000 درهم غرامة فقدان البطاقات. والنادي شكّل لجنة للتحقيق مع الإداري، الذي كان من الواجب ترك البطاقات في مكاتب النادي، لا حملها إلى البيت.

أحد الأصدقاء قام بصيد (شنيوب) من شاطئ بحر الخان ووضعه في حجرة زجاجية صغيرة فيها رمل وحصى، يقول صاحبنا إن (الشنيوب) سيؤدي دور الأخطبوط الألماني (بول) في توقعاته لنتائج المباريات، ولكن لمباريات دوري المحترفين ومباريات «خليجي 20» وبطولة أمم آسيا!! نقول له: «هذا إذا الشنيوب عاش عندك أسبوعين».

اتصل بنا أحد مموّلي التسديدات، فلم نجبه على اتصاله، وبعد يومين اتصلنا به، وقلنا له: «اتصلت قبل يومين، أكيد عندك تسديدة حلوة»، فأجاب: «نعم، ولكن ما أقدر أقولك التسديدة»!! سألناه لماذا؟ فقال: «حالياً أنا في الحج»!!

tasdidat@yahoo.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .

تويتر