أبواب

عدنا يا إسماعيل

سالم حميد

أجمل تحية للقراء الأعزاء بعد توقّف لنحو أربعة أشهر، وها أنا ذا أعود بعد أن أقنعني صديقي الهولندي العزيز إسماعيل بضرورة العودة إلى الكتابة، وذلك خلال زيارتي له في أمستردام أيام إجازة عيد الأضحى، الأسبوع الماضي. كنتُ غاضباً من إسماعيل لأنه، وكعادته، يحب أن يتصيد في الماء العكر، حيث وجد فرصته ليتهجم على من يسهم في الكتابة الصحافية بطريقة مختلفة، الأمر الذي لم يعجب إسماعيل وأصحابه، فقاموا بشن هجوم لاذع لمحاربة من يرغب في التغيير، بالإضافة إلى كيل سيل من الاتهامات والتعليقات السيئة ليس بهدف تطوير الكتابة المحلية، وليس من باب الحرص على صحف الإمارات، بل من باب الشخصنة وتحويل صفحة المقال إلى مكان لتبادل الاتهامات والتشهير والإساءة، كما استغل البعض سلاح الإنترنت بالترويج لمقالات لم نكتبها، بل نسبوها إلينا بهدف النيل من أسمائنا.

لا أعرف من أين يستقي إسماعيل وأصحابه معلوماتهم المغلوطة في مجملها، لدرجة وصلت إلى حد التطاول بطريقة تفسر أن هؤلاء على خلاف شخصي مع الكاتب! وأرجو أن تدرك يا إسماعيل أنه ليس بالضرورة أن ما يكتبه الكاتب يعكس شخصيته الحقيقية، فالكاتب يستهلك مجهوداً كبيراً والكثير من وقته من أجل إمتاع القارئ المتذوق لا المتذمر، ليستنهض أصواتاً عالية لإبداء احتجاج في بعض المواقف، أو إلقاء الضوء على حقيقة اجتماعية غابت عنا. كما أن من شأن تلك الكتابات أن تغير قراراتنا بصورة جذرية، أو تصحح أو تحسن الحالة الإنسانية. ولكن، وللأسف، بعض القراء يكوّنون فكرة عن الكاتب بناءً على ما يكتبه، من غير أن يعرفوا جوهر الكاتب الحقيقي، وعلى غير إدراك بأن الخيال في الكتابة أو الفن لا حدود له ولا قيود، فبالفن والكتابة تم إرساء الكثير من الأفكار، وتمت بلورة الكثير من المواقف، فهل تقرأ يا إسماعيل بتمعن أم أنك مشغول بقصد التهجم على كاتب معين تكرهه بشدة وتشوه صورته بالانقضاض عليه بطريقة لا تقوم على أي منطق سليم.

حين يتكلم إسماعيل وغيره من الأشخاص بأسماء مستعارة عدة في محاولة للنيل من الكاتب وإثارة بلبلة «إنترنتية»، فإنك يا إسماعيل وغيرك تسيئون استخدام الإنترنت لبث الشائعات، حيث تجولون دون حسيب أو رقيب، وتنهالون بالسباب والشتائم التي تعبر عن مكنوناتكم، لكنكم مهما كتبتم لن يؤثر في دورنا ككتّاب غيورين، استطعنا أن ننتقل إلى مراحل متقدمة ربما أصبحت تثير قلق إسماعيل وأصحابه.

من الصعب على كاتب الرأي أن يتجنب العداء، فدخول هذا المجال بكل تأكيد سيفتح جبهة عدائية مع من لا يؤيده، وأولهم إسماعيل الذي يرفض أن يحاجج أو يناقش الأمور بودّ أو احترام، لذا عدتُ يا إسماعيل إلى مجال اختصاصي في صفحات الثقافة والمنوعات، فصفحة المحليات وتعليقاتها أدخلتني في عداوات في غنى عنها، فقررت ألا أعادي أحداً فأرجو ألا تعاديني.

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .

تويتر