ونطق القلم

مالك عبدالكريم

الرشفة الأولى

في منطق الاستعداد لخوض إحدى المنافسات الكبيرة، لابد أن تختبر قواك أمام منتخبات متفاوتة المستوى «حبه فوق وحبه تحت»، وهذا أمر نؤمن به ولا اعتراض عليه، فحتى أمام الخصم الضعيف يمكنك الاستفادة بجوانب عدة أبرزها المكاسب المعنوية إذا استغلت بالشكل المطلوب، ولكن ألم يكن هناك بديل آخر أفضل بقليل من المنتخب الهندي، الذي لم يجرؤ على تجاوز خط منتصف الملعب، إلا في حالات نادرة لم نتمكن من خلالها اختبار مستوى الخطوط الخلفية للمنتخب؟ علماً بأن الخمسة غير مقنعة بعد تسعة الكويت.

الحبر المسكوب

لو أننا نملك عقلية وعزيمة بقدر ما نملك القدرة على اختلاق تبريرات للإخفاق، لكان حالنا بالتأكيد أفضل مما هو عليه الآن، فمن ضعف الإعداد وعدم التفريغ وقلة الميزانيات، والجديد هذه المرة في جوانزهو بُعد المسافات وسوء المواصلات وقلة الكوادر الإدارية المرافقة، وجدنا أنفسنا كالعادة خارج نطاق التتويج، وبعيدين جداً عن مجال المنافسة ومازلنا نحتاج إلى إعداد طويل الأمد، كأننا طوال الـ30 سنة الماضية لم نقم بأي عمل يذكر سوى بالطبع إعداد الشماعات المعدة مسبقاً!

الأرقام المميزة التي حصلنا عليها حتى الآن في الصين، وهي بدون شك «الصفر»، وقد أعادتنا تلك الأصفار إلى الوراء عشرات السنين، والغريب في الأمر أننا نقرأ أن لاعبينا في بعض الألعاب يحققون نتائج مبهرة في محافل خارجية وبصفة مستمرة وعلى مدار السنة، ما يجعلنا نشعر بالأمان، ومع هذا الأمان بالتأكيد لن نقتنع بكل هذه التبريرات، فكيف نحقق النتائج الإيجابية؟ وعند الحدث الأكبر نخرج بخفي حنين، وبالطبع مزيد من الاحتكاك حتى كدنا نشتعل من هذا الاحتكاك، الذي لا نعرف أين ترسبت فوائده ولا متى سينتهي.

أخيراً لا يفوتني التعليق على الخبر السار الذي وردنا من الصين، إذ قامت بعثتنا بزراعة شجرة سمتها «شجرة الأمل»، لعلها تجلب لنا أملاً بحصد الميداليات، وأقترح في الدورة المقبلة توفير عدد من شجر «الغاف» المعروف بعمره الطويل لمرافقة بعثاتنا، ليواكب طول هذا الأمل المنتظر.

بالحبر السري

نظراً إلى صعوبة محاسبة اللاعبين كونهم لا يحصلون على عوائد مالية مناسبة، ونظراً إلى صعوبة محاسبة الاتحادات لعدم توفير الميزانيات المناسبة لها، ونظراً إلى صعوبة محاسبة اللجنة الأولمبية، لأنها تحصل على ميزانيتها من الهيئة العامة للشباب والرياضة، ونظراً إلى أنه لا أحد يمكنه محاسبة الهيئة، لأن هذه هي إمكاناتها المتاحة فقد تقرر حفظ ملف الإخفاق الخارجي المتكرر والاكتفاء ببعض البطولات الخارجية التي تشرف عليها لجان منظمة تبيع ميدالياتها بالكيلو «للي يدفع أكثر»، ونذهب لالتقاط الصور معهم عند الوصول في قاعة المجلس لكبار الزوار!

وتبقى قطرة

بعد أن وجدنا أنفسنا خارج نطاق المرشحين لحصد ألقاب هذا العام، بعد إعلان الاتحاد الآسيوي لكرة القدم أخيراً، عن المرشحين للألقاب في الفئات كافة نتأكد تماماً أننا نعيش حالة من الضحك على النفس، وأن كرة القدم رغم «اختلاسها» الموارد المالية والإدارية والفنية كافة، وحتى الإعلامية، إلا أنها في المحصلة ليست سوى أحد أهم أسباب مرضي ارتفاع الضغط والزهايمر المبكر.

mashe76@hotmail.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه . 

تويتر