ونطق القلم

مالك عبدالكريم

الرشفة الأولى

في كل مرة أتحدث فيها عن جزء من معاناة أهل الألعاب «الانتحارية» الأخرى، تردني رسائل كثيرة تفتح عينيّ على معاناة جديدة أبطالها جدد، وهذه المرة كانت مع طاقم التحكيم الإماراتي في كرة اليد، الذي اختير للتحكيم في كأس العالم المقبلة في السويد، فهل سمع أحد عنهم؟ طبعاً باستثناء الحكام أنفسهم وأقاربهم من الدرجة الأولى!

الحبر المسكوب

عاد بنا الزمان وعدنا معه للحديث عن الحكام الأجانب، مخلصي أنديتنا من العبودية والاضطهاد، فاتحين الطرق على مصاريعها لحصد الألقاب والبطولات بعد غياب عشرات السنين، نعم هكذا يصر البعض على تصوير حالهم مع حكامنا المواطنين الذين، من دون أدنى عاطفة، يستحقون الإشادة، ويتمتع بعضهم بمستويات متميزة، وأقول بعضهم لأنني مدرك أن التعميم الإيجابي مرفوض كالسلبي.

لا أدري حقيقة سبب تزايد حدة الانتقادات على الرغم من القناعة المطلقة بأن كرة القدم لعبة الأخطاء ولعبة التقدير أيضاً، فما يراه من يجلس خلف الشاشة ليس كمن يراه أمامها، وأتحدث عن الكل، سواء اللاعبون أو المدربون أو الحكام، أو حتى من الجماهير، فليس كل ما تشاهده عبر الشاشة يمكن تقديره وأنت في الملعب.

ولا أدري عند التحدث عن استقدام حكام أجانب هل يتم التطرق للميزانيات المخصصة لهم من تذاكر «بزنس» وإقامة فندقية خمس نجوم ورواتب «خبركم فيها»؟ يقولون لن يكون الأجانب لكل المباريات، فهل هناك معايير يمكن أن تضبط عملية الاختيار هذه؟ إذا كانت الدنيا تقوم وتقعد على نغمات اسطوانة «إشمعنى» من أجل مباراة تبدأ في الخامسة والأخرى في الثامنة؟ فكيف الحال عندما يتم تعيين حكام أجانب لمباراتين أو ثلاث دون البقية؟

أمر آخر يطرح نفسه وهو عملية اختيار طواقم التحكيم، فمن يتولى هذه المسؤولية؟ وعندها هل ستكون شماعة جديدة مستقبلاً عند كل إخفاق يصدر من هذا الأجنبي بأن هناك سوء اختيار لهذا الحكم؟

أخيراً أقول إننا نعترف بوجود ضعف وقصور في بعض الجوانب وليس كل حكامنا «فلتات» زمانهم، ولكن إصلاح هذا الضعف والقصور يجب أن يكون منطقياً ومجدياً أكثر من مجرد أسطوانة تعزف على أوتار العاطفة العمياء!

بالحبر السري

صديقي العزيز، نعم لا يمكن إنكار نجومية رونالدو وتأثيره في الدوري الإسباني بأكمله، وليس على مستوى فريقه فحسب، وما يفعله هذا الموسم تحت قيادة مورينيو مثير للغاية، ويبدو أن الرجلين ينطبق عليهما قول «وافق شنٌ طبقه»، نعم فكلاهما مبدع في مجاله ولكن كلاهما أيضاً «بغيض»، ويسرني جداً أنك لا تنكر ذلك!

وتبقى قطرة

عندما أتابع تصريحات لاعبين بارزين وإداريين كبار في الدوريات الأوروبية عند التطرق للتحكيم، ألمس الفارق الكبير في الفكر، فهناك يرشون الحكام بـ«الكلمات» الطيبة، وهي رشوة مباحة تحسّن من علاقتهم بهم وتوطد الشراكة بين أطراف اللعبة، وأتذكر كيف تقدم ميسي بالشكر إلى الحكام عندما طلب منه رأيه في مستوى التحكيم في «الليغا»، في وقت كان يعاني إصابة غفل عنها الحكم، أما هنا فهم أيضاً «يرشون» الحكام لكن «باللكمات»!

mashe76@hotmail.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه . 

تويتر