كل يوم

عِلْم زايد نافع لا ينقطع..

سامي الريامي

تعلّم منه الكثيرون، فهو (رحمه الله) كان مدرسة ونبراساً وقدوة في القيادة والنبل ومكارم الأخلاق والتواضع، كان حكيماً ومتروياً في اتخاذ قراراته فلم يعرف عنه الاندفاع أبداً.

الشيخ زايد بن سلطان سيظل نبعاً معطاءً حتى بعد رحيله، لن تستطيع السنوات مهما توالت، أن تحرم الناس من مواصلة النهل من خيره، والتعلم من سيرته وسلوكه وحنكته، رحمه الله.

علمه النافع الذي زرعه بتصرفاته وفي قراراته سيظل منهاجاً تسير عليه أجيال الاتحاد، لأن «دولة الاتحاد وأمور الوحدة كلها دارت على محور الشيخ زايد، ولولاه ما كان الاتحاد ولا الدولة».

هكذا قال صاحب السموّ الشيخ سلطان بن محمد القاسمي في حواره الذي أجراه مع تلفزيون الشارقة بمناسبة إطلاق الجزء الأول من كتاب «حديث الذاكرة»، وهكذا عرفنا وسمعنا وعايشنا القصص الواقعية عن الشيخ زايد بن سلطان مؤسس دولة الاتحاد.

لابد أن يعرف كل صغير وشاب، وكل الأجيال المقبلة، أساس تاريخ قيام الدولة، ولابد أن يعرفوا معنى الملحمة والإصرار والمثابرة التي اتصف بها الشيخ زايد، فهي التي أوصلت الدولة إلى مكانتها المرموقة.

يجب أن تصبح كلمات الشيخ زايد، ومواقفه، وسلوكه، وصفاته منهجاً يحفظه كل إماراتي في صدره، وطريقاً يسير عليه في حياته العملية، ويجب أن يدرك الجميع أن كل خير يلمّ بنا جراء قيام الاتحاد، إنما الفضل فيه يعود إلى شخصيتين أساسيتين في حياتنا، حتى بعد رحيلهما.. زايد وراشد.

جزى الله سلطان القاسمي خير الجزاء، فلقد ألقى الضوء في حديثه على مواقف مرّ بها المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد، تعلّم الجيل الحالي معنى التواضع والحكمة، وفوائد التروّي وعدم الاندفاع، فلقد كان رحمه الله «يتحدث مع الناس بقلوب مفتوحة، وكان بطبيعته مستمعاً إلى الناس، وكان يتغاضى عن بعض الألفاظ التي قد لا ترقى إلى مقامه».

صفات قيادية فريدة لا يتمتع بها إلا شخصيات عظيمة بحجم زايد، رحمه الله، فتواضعه هذا أوصله إلى القمة، ورفعه الله به إلى أعلى مكانة وأعلى مرتبة، وأوصله بها إلى قلوب أهل الإمارات والعرب والمسلمين جميعاً.

يقول الشيخ سلطان في حواره: «أذكر زيارة الشيخ زايد إلى الذيد حينما تحدث معه شخص ما بشكل خارج عن حدود الأدب، فنبهت ذلك المواطن لكي يتوقف، ولكن الشيخ زايد، رحمه الله، لم يتأثر بذلك، فكان المواطنون ينتهزون فرصة لقائهم به ليتحدثوا معه عن أحوالهم، ولهذا كان يتأثر بكلماتهم، وكان يلبي طلبات المواطنين، ويهتم برؤية الناس في البادية والحضر خلال جولاته».

موقف عظيم، تصورنا أننا لن نسمع عنه مع حاكم ورئيس وقائد في العصور الحديثة، فمثل هذه المواقف كنا نظنها حكراً على عصور الخلفاء الراشدين وحدهم، قبل ظهور زايد بن سلطان آل نهيان رحمه الله.

زايد مدرسة ستظل تخرّج أجيالاً عاماً بعد عام، منهاجها سيظل متوارثاً ينقله جيل عن جيل، وحكمته ستظل في قلوب وعقول قادتنا وشيوخنا، فهو ملهمهم وهو معلمهم، وسنظل نذكره ونراه في خليفته صاحب السموّ الشيخ خليفة بن زايد، ونائبه صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد، وفي أنجاله وأنجال أنجاله.

 

reyami@emaratalyoum.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه.

تويتر