من المجالس

عادل محمد الراشد

في شهر رمضان تزداد القطط في أحيائنا سِمنة وبدانة. فتصيب صناديق النفايات مما يتم طبخه ونفخه طوال النهار، ما يفوق بأضعاف ما تختزنه بطون الصائمين بعد الإفطار. وعلاوة على ما تتمتع به القطط من نعمة غير محفوظة طوال شهور السنة، فإنها في رمضان أكثر حظوة.. إذ تتقلب في نعيم يفيض عن طاقة الصناديق في أكوام خارجها تكاد تغطيها، فتعفي القطط من القفز إلى داخل البراميل وتحمّل مشاق البحث والتنقيب داخل الأكياس السود.

وسيراً مع التسهيلات المقدمة للقطط في هذا الشهر الفضيل، تعمل الشركات المكلفة جمع النفايات، على ترك البراميل والأكوام التي حولها من القمامة، أياماً عدة، لتكون فرص الاختيار أمام القطط أكثر تنوعاً، والأصناف أكثر دسماً. وربما أصبحت أكوام القمامة في أحياء العاصمة والخارجية منها خصوصاً، جزءاً من مظهرها العام، فتبدو الأكياس السود المتراكمة وبقايا الأثاث القديم ومخلفات الزراعة، كأنها واحدة من لوحات أصحاب المعارض التجريدية. وربما كان ذلك هو السبب الذي جعل الشركة تصر على الإبقاء على هذا الحال، على الرغم من كثرة الشكاوى، وذلك من باب إضافة لمسة إلى الشوارع والأحياء في ظل هيمنة مشاهد الأتربة الزاحفة على الإسفلت وورش المقاولين التي لا تبدو لها نهاية. ليست طرفة ولكنها حقيقة تكبر مع زيادة الحديث على صفحات الجرائد وفي نشرات الأخبار المحلية عن مشروعات جديدة للقضاء على ظاهرة تراكم النفايات. لم يكن هذا الوضع السيئ موجوداً عندما كانت المسؤولية على عاتق البلدية، ولم يكن يسمح بعرض تلك المشاهد القبيحة قبل أن تتأسس إدارات مظهر المدينة، ومشروعات مدينتي وغيرها من أفكار لم تلامس الواقع.

adel.m.alrashed@gmail.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .

تويتر