ونطق القلم

مالك عبدالكريم

الرشفة الأولى

خبران، الأول أن أحدهم يشتكي ظروف عمله في أبوظبي، مؤكداً أنه لن يضحي بوظيفته من أجل كرة القدم، وهدد بالاعتزال، أما الآخر فمشكلته مع إدارة ناديه، والوعد الذي قطعته بتوظيفه في إمارة دبي، وبالتالي قرر أن لا يغادر مع الفريق في معسكره الخارجي. نعم عزيزي القارئ ما قرأته أعلاه لم يكن من أخبار الثمانينات، بل أخبار للاعبينا في عصر احتراف كرة القدم، وفي عهد المحترفين، باختصار هذه حقيقتنا، فلاعبونا موظفون، بل وسيعتزلون إن لم تؤمنوا لهم وظائفهم!

الحبر المسكوب

لم يعد مستغرباً أمر الشكوى الأقرب للاستغاثة التي يتقدم بها أحد كوادرنا التدريبية في الألعاب «الفدائية»، فكلنا يعلم المعاناة التي يعيشها أبناء تلك الألعاب، إلا من رحم ربي، وبحث له عن مصدر رزق يأكل من ورائه «العيش»، بدلاً من النفخ في «جربة مقطوعة». آخر تلك الاستغاثات كانت من مدرب رفع الأثقال عبدالله عبداللطيف الذي ناشد المسؤولين التحرك لإنقاذ اللعبة مما وصلت إليه من حال. الغريب في الأمر أننا نلاحظ النجاحات الكبيرة للاتحاد على الصعيد الإداري، في حين لا نرى نجاحاً يذكر على الصعيدين العملي والميداني للاعبينا، بمعنى أن حديث المدرب وصرخته تبدو لنا منطقية إذا ما قارناها بالحال والواقع الذي نراه بأعيننا المجردة.

ومن خلال ما تابعته من رد المعنيين في الاتحاد على تلك الشكوى أنه لم يفند تلك الشكاوى، بل وصفها فقط بأنها «مبالغ بها»، من دون أن يذكر دليلاً على تلك المبالغة، سوى أننا حصدنا ميدالية واحدة برونزية على مستوى الخليج أخيراً في البحرين، وهذا دليل إدانة وليس دليل نفي، فمن هم منافسونا خليجياً حتى نحظى بهذه الغلة التي لا تذكر ونفخر بها؟! إذ من الواضح أنها جاءت نتاج مجهود فردي، وليس من باب استراتيجية مدروسة وجهد جماعي، والمصيبة أعظم لو كانت كذلك.

أما الاستغناء عن الكفاءات، رغم الشهادة بنجاحها، بحجة إفساح المجال لكفاءات أخرى فما نعرفه هو أن قراراً كهذا لا يمكن قبوله منطقياً إلا في حال توافرت كفاءات أفضل، فهل لدينا الآن تلك الكفاءات الوطنية التي تستحق إفساح المجال؟!

بالحبر السري

لايزال صاحبنا يعيش دور «الظريف» الباحث عن الإثارة ضمن فريق عمل البرنامج المثير إياه، إذ لايزال يصدر التعليقات والتصريحات الهزلية الساخرة تعقيباً على كل هزيمة تحرق قلوب محبي الفريق العريق، متناسياً أنه يحمل مسؤولية عظيمة، ومن خلفه أمة كبيرة لا تقبل بما دون الصدارة، ولا وقت لديها للهزل و«خفة الدم»!

وتبقى قطرة

لا أخفيكم سراً وأنا أقرأ أخيراً خبر أن نسبة 4٪ فقط من سكان الدولة يمارسون رياضة المشي على مدار الأسبوع، مقارنة بنسب تفوق 40٪ في دول أخرى، رغم كل التجهيزات التي نحظى بها من مضامير للمشي منتشرة وحدائق، ومع كل الجهود التوعوية والندوات التثقيفية عن أهمية الرياضة وخطورة أمراض السمنة والضغط، خشيت على المسؤولين لدينا عن التربية الرياضية والبدنية والصحية أن يصيبهم انهيار عصبي بعد قراءتهم هذا الخبر، من هول الصدمة.

mashe76@hotmail.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى الضغط على اسمه

تويتر