ونطق القلم

مالك عبدالكريم

الرشفة الأولى

كان من الممكن تجنب الإحراج في موقف التشيلي فالديفيا، الذي فسخ عقده في وقت صعب للغاية، وذلك بتسريحه فور انتهاء الموسم الماضي والبحث عن بديل، إذ كانت رغبته في عدم الاستمرار واضحة، وربما كان يأمل التخلص من الالتزامات المالية المترتبة جراء الإخلال بالعقد، وهو ما ناله على طبق من ذهب لكرم أخلاق إدارة النادي، وفي كل الأحوال الخلل لم يكن في العين أحد أبرز الأندية على مستوى القارة، بل هي رغبة اللاعب، وأيضاً علينا أن نعترف بأن المستوى الفني لدورينا كان أقل بكثير مما توقعه اللاعب!

الحبر المسكوب

هذا هو الأسبوع الأخير الذي تقضيه الطيور المهاجرة خارج الأوطان في رحلة البحث عن الاستعداد الجيد للموسم الكروي الجديد، قبل أن تعود لتبدأ مشواراً جديداً مع الطموح المشروع، وسبق أن تحدثنا عن معسكرات فرقنا الخارجية الأسبوع الماضي، إذ ذكرنا أهمية التخطيط السليم والشامل بصرف النظر عن مقر إقامته، ولو أنني مازلت مصراً على أن نتجنب اختيار الأماكن التي تختلف بشكل كبير عن مناخنا وأجوائنا، فمن غير المعقول أن يتدرب لاعبونا في أجواء ماطرة ونحن لا نرى المطر سوى مرتين في العام الواحد!

أما الجديد اليوم في حديثي هو ما أشار إليه بعض القراء تعقيباً على ما تم نشره وهو السلوكيات والممارسات، التي يقوم بها البعض خلال أيام المعسكر، متناسياً أنه في واجب وظيفي ومهمة عمل، والأمر ينطبق أيضاً على البعثات المشاركة خارجياً في البطولات والدورات المختلفة، فالأمر هناك لا يختلف كثيراً عن ما نريد الخوض فيه. نعم هي حقائق وشواهد يعرفها الكثيرون، رغم أنها لا تنشر بالطبع كون المسؤولين يفضلون وقتها «لملمة» المسائل منعاً لإحراج صاحبها، وإثارة البلبلة في أوساط البعثة والوفد، ولإيمانهم التام بأنه «جل من لا يخطأ»، فيكتفون بإرسال تقاريرهم بأن «الأمن مستتب» والانضباط هو أبرز سمات البعثة، وأما الحقيقة فهي مختلفة تماماً، وربما تصل الأمور أحياناً إلى حد «الروليت» و«المقررات السهلة»!

بالحبر السري

بعد أن استبشرنا خيراً بجيل الشباب واتزانهم بالتعبير عن فرحتهم عند إحراز الأهداف في مرمى الخصوم، بل إن البعض لجأ للسجود ورفع اليدين حمداً وشكراً لله، نُفاجأ بنشر صورة للاعبي أحد فرقنا من صغار السن يؤدون حركة تعبيرية إيحائية مقززة انقرضت حتى من حواري مدينة ديتريوت، حقاً إننا نعيش حالة تضارب وتناقض فكري وأخلاقي كبيرة، وفجوة نفسية عميقة يعاني منها أبناء الجيل في ظل غياب الموجه الحقيقي والرقيب الحسيب!

وتبقى قطرة

لا ذنب للقنوات الرياضية في اعتمادها على معلقين يصرخون حتى في لحظات التبديل، ويصرون على إخراج الكلمات من «قاع» المعدة مع ختمها بحرفين «الألف والعين»، فهكذا دائماً تسير الأمور في غير طريقها الصحيح، وتخضع لرأي ورغبات الأكثرية، حتى لو كانت رغباتهم غير معقولة وخارج نطاق المنطق، كيف لا والأغلبية هذه جعلت من كتب الطبخ الأعلى مبيعاً في العالم، وصحف الجرائم الأكثر قراءة، و«أركب الحنطور» الأكثر شعبية!

mashe76@hotmail.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى الضغط على اسمه

تويتر