5 دقائق

مثقف إماراتي.. وأفتخر

سالم حميد

نادراً ما اختلفت مع آراء صديقي العزيز سلطان سعود القاسمي، لكنني أجد نفسي غير متفق معه في مقالته التي كتبها الأحد الماضي في «الإمارات اليوم»، حيث تلقيت منذ صباح ذلك اليوم اتصالات عدة من الأصدقاء، قائلين «انظر ما يكتبه صديقك!»، هذا بخلاف «الإيميلات» والرسائل الهاتفية و«البلاك بيري» المنددة بالمقال، يطالبونني بالرد عليه، متهمينه بانتقاص واستصغار شأن الثقافة في الإمارات ومثقفيها! أجبتهم بأن ما كتبه صديقي سلطان مجرد رأي شخصي، ولا يعكس بالضرورة رأي بقية مواطني دولة الإمارات، ورأيه لا يمثلنا، إنما يمثل شخصه فقط، وهذا الأمر ينطبق على جميع كتّاب الرأي. لكن ما أرجو أن يدركه صديقي العزيز سلطان، أنه يحق له أن يبدي إعجابه بمثقفي أي دولة كانت، أو حتى يعطيهم هالة من القدسية، فهذا شأنه ورأيه وحده، ولكن كان عليه أيضاً ألا يغضّ الطرف عن الجانب الثقافي الإماراتي ودور المثقفين الإماراتيين وعطائهم الذي استفاد منه، وبكل تأكيد المثقفون الأجانب الذين أعطيتهم بكل غرابة منزلة في غاية الفوقية، وكأنك تستهين بالثقافة الإماراتية والمثقفين الإماراتيين المهمش أغلبهم للأسف!

كما أثار استغرابي أيضاً، قولك إن المثقفين الأجانب، الذين عظمتهم، ليس من المستغرب أن تراهم في مجالس الأعيان! عزيزي، وكأنك لا تعلم أن الأمر متعلق بتحقيق الغايات وقضاء الحاجات، وهذا ما لمسناه أيضاً في مقالاتهم!

لست بصدد انتقاد بقية أجزاء مقالتك، إنما إعطاؤك فقرة عن المثقفين الإماراتيين، ولن أذكر بعض أسماء المثقفين الإماراتيين المخضرمين، كي لا أظلم من لم أستطع ذكر اسمه، فهم أغلبهم من الكفاءات الوطنية المشهود لها بالإبداع محلياً وخارجياً، وعلى استعداد لإطلاعك على معلومات وبيانات عن عطاء وأعمال مثقفي الإمارات، أعمل على تحديثها منذ ست سنوات، فلربما إذا اطلعت عليها اقتنعت من حجم إبداعهم.

وللعلم بلغ عدد المثقفين الإماراتيين الذين أصدروا كتباً أدبية فقط، حتى الآن نحو 180 مثقفاً، بخلاف مئات الإصدارات الخارجة عن النطاق الأدبي. والمثقف الإماراتي مبدع في مختلف أنواع التعبير الأدبي، مثل القصيدة والقصة والرواية والمقال الصحافي والنقد الأدبي، وازدادت كماً وكيفاً بعد قيام الدولة، كما أسهم رواد الصحافة الإماراتية في بداياتها منذ أربعة عقود على إبراز أعمال وأسماء ثقافية إماراتية تعتبر مخضرمة اليوم، وفي مجال الإبداع الفكري والأكاديمي أسهمت النهضة الحضارية والتعليمية في العقود الماضية في بروز الكثير من الكفاءات الأكاديمية التي أبدعت في مجال البحث الأكاديمي.

لا أهمية غالباً لحرف الدال الذي يتشدق به بعض الأجانب، فكاتب هذه الكلمات الإماراتي، وبكل تواضع، يحمل أيضاً حرف الدال في تخصص نادر من جامعة عريقة، ويحاضر في أعرق الجامعات الغربية، لكنني لا أتشدق به لاقتناعي بالمقولة القائلة «كلما ازداد الإنسان علماً ازداد تواضعاً».

وختاماً، فإن «الاختلاف في الرأي لا يفسد للود قضية».

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه . 

تويتر