ونطق القلم

مالك عبدالكريم

الرشفة الأولى

هكذا انقضى شهر العسل مع الحدث الرياضي الأبرز على مستوى العالم، وانتهى بحصد الماتادور الإسباني للقب وتسجيل اسمه من ذهب، مضى بعد أن تربعت أوروبا «الجديدة» على عرش العالم، وأقول أوروبا الجديدة لأن كهول إيطاليا ومستهتري فرنسا ومهملي إنجلترا، أحرجوا شعوبهم ومحبيهم أمام المليارات، مضت كأس العالم حاملة معها كل الذكريات منها الحلو ومنها بلا شك المر.

الحبر المسكوب

المرارة بدأت بما تُسمى «الفوفوزيلا»، فلا يمكن أن نصدق أن هذه الأداة المزعجة التي سببت العديد من المشكلات بشهادة اللاعبين والحكام ويكفي شهادتنا نحن المشاهدين، أداة تشجيع، بل هي أبعد ما يكون عن ذلك، وكل ما نفعله الآن هو أن نبتهل إلى الله بأن لا تقع هذه الأداء بين أيادي بعض الفئات من جمهورنا الكريم!

ومع أول أيام البطولة وفي لحظات الافتتاح المنتظرة تفاجئنا العزيزة «الجزيرة» بالتشويش الذي أكد مسؤولوها أنها عملية تخريبية متعمدة، وبدلاً من أن يكحلها جوزيف بلاتر أعماها، بإرساله رسالة تعاطف مع مسؤولي قناة الجزيرة، بدلاً من أن يرسل تعاطفه مع الملايين التي حرمت من متعة لا تتكرر إلا كل أربع سنوات «والعمر كله يا بلاتر»!

وبعد أن بدأت البطولة ورأينا المستويات التي ظهرت عليها بعض المنتخبات رغم أنها تزخر بلاعبين من الوزن الثقيل، ظهروا فعلاً ثقيلي الوزن في الملعب كمصارعي السومو، فأين روني الإنجليزي وريبري الفرنسي ورونالدو البرتغالي؟ وما الذي فعله كاكا للبرازيل وميسي للأرجنتين، رغم اعترافنا بأن الأخيرين كانا أفضل «الثقيلين»، ومع هذه المستويات زادت المرارة!

وتتوالى المباريات ويتضح لنا أن حكام البطولة «الصفوة» لم يكونوا أفضل حالاً من لاعبي «الوزن الثقيل»، وما زاد من هول صدمة الأداء التحكيمي سوى التصريح المستفز لرئيس لجنة الحكام في الـ«فيفا» خوسيه ماريا، حين قال إن الحكام نجحوا بنسبة فاقت 96٪، ولا أحد يعلم كيف حصل السيد ماريا على هذه النسبة، عندها تأكدت أن هناك قاسماً مشتركاً بين رؤساء لجان التحكيم في العالم كله، أترك لكم معرفته! ناهيكم عن أخبار السرقات والسطو التي كانت ترد من قلب الحدث وشكاوى الكرة «جابولاني»، وخروج ممثل العرب الوحيد، وبالتأكيد لن تكفي بضعة سطور للحديث عن شهر كامل من الأحداث، ولكني وكما هم كثر غيري واثقون بأنه مهما بلغت مرارة هذه البطولة، فإن أيامها تبقى هي الأكثر رسوخاً في ذاكرة العالم أجمع وسنشتاق لها كثيراً.

بالحبر السري

في كل مرة يخرج لنا فيها بتصريح يقلب الدنيا رأساً على عقب ويعيدنا معه للوراء سنين طويلة، ومن المستحيلات أن يمر أسبوع، حتى بعد نهاية الموسم، لا نقرأ له تصريحاً نارياً يخلط به الأوراق دون أن يحمل أي رؤية فنية مقنعة، شخصياً كل ما أتمناه الآن أن يتوسط لنا أحدهم ويقنع هذا المسؤول بأخذ إجازته السنوية ليرتاح، ويريحنا قليلاً!

وتبقى قطرة

جهد وافر وعمل متميز، ذلك الذي رأيناه في الخيمة التي أعدتها جمعية الصحافيين في منطقة الصفا بالتزامن مع الحدث الرياضي العالمي الأبرز على مستوى العالم، فشكراً لكل العاملين على هذه الفكرة، وكل من بذل جهداً في توفير هذه الإمكانات.

mashe76@hotmail.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على إسمه

تويتر