يا جماعة الخير

تبصّر عواقب الأمور.. لو سمحت

مصطفى عبدالعال

نقلاً عن مقال أرسله محب تعليقاً على موضوع «تمهل قبل توقيعك لو سمحت»، فيه اعترافات لأناس اقتص الله منهم فأفاقوا، منهم من أفاق قبل فوات الأوان، ومنهم من فاته الأوان، يقول معترفاً: استدنت من رجل مبلغ 200 ألف، وفي موعد السدادأ تهربت حتى حاصرني الدائن في بيتي، فأنكرت الدين، بل طردته اعتماداً على أنه لم يكن معه أي إثبات، وبعد مضي ثلاثة أشهر خسرت صفقة بقيمة نصف مليون، ما كنت لأخسرها أبداً، وتوالت بعدها خسائري، وقد نصحتني زوجتي بإرجاع المبلغ إلى صاحبه، لأن هذا التخبط عقاب من الله، لكني مع الأسف لم أستجب لها، وتماديت في المكابرة حتى خسرت أعزّ ما لدي وهم أبنائي الثلاثة في حادث سيارة، فأفقت وقررت من دون تردد إعادة الحق إلى صاحبه، وطلبت منه أن يسامحني حتى لا يحرمني الله من زوجتي وابني ذي السنوات السبع، فهما كل ما بقي لي!أ

وهذه أستاذة جامعية ومطلقة مرتين تعترف بقولها: بعد طلاقي الثاني قررت الزواج من أحد أقاربي، الذي كان ينعم بحياة هادئة مع زوجته وأولاده الخمسة، حيث اتفقت مع ابن خالتي على اتهام زوجة الرجل بخيانة زوجها. وبدأنا في إطلاق الشائعات بين الأقارب ومع مرور الوقت نجحنا، إذ تدهورت حياة الزوجين وانتهت بالطلاق نتيجة شهادة مزورة من ابن خالتي، وصديق له على خيانة الزوجة، وبعد مضي سنة تزوجت المرأة برجل آخر ذي منصب، وتزوج المخدوع امرأة غيري، وتركني صريعة المرض، وتفاقمت حالتي حتى اكتشفت إصابتي بسرطان الدم! أما ابن خالتي فقد مات حرقاً مع الشاهد الثاني بسبب تماس كهربائي في شقته، وذلك بعد ثلاث سنوات من القضية، كأنها تقول: إن موتهما معاً كان رسالة من الله واضحة لا تحتاج إلى تخمين، وما اعترافي إلا محاولة يائسة للتعبير عن خوفي من لقاء ربي، ولعل قارئاً، أو قارئة، يتعظ بقصتي، فأكون فعلت أي شيء يوصل ندمي.أ أ

وهذا اعتراف ثالث من رجل ظلم نفسه، يقول: كنت أملك مزرعة خاصة بي، وكانت بجانبها قطعة أرض زراعية حاولت كثيراً أخذها من صاحبها، لكنه رفض، فقررت ضمها لأرضي بالقوة، خصوصاً أنه لا يملك أوراقاً تثبت ملكيته الأرض وقد ورثها عن والده، فمعظم الأهالي في القرى لا يهتمون بالأوراق الرسمية. وأحضرت شاهدين ودفعت لكل واحد منهما 60 ألفاً مقابل الشهادة أمام المحكمة بأنني المالك الشرعي للأرض، وبعد جلسات عدة أخذت حكماً وضممتها إلى أرضي، وحاولت كثيراً زراعتها والانفاق عليها لكنها بقيت لا تنتج حتى حار الخبراء في الزراعة، وتعجبوا مع إقرارهم بأنها صالحة للزراعة، وكانت تنتج لصاحبها، أما مزرعتي الخاصة فقد بدأت الآفات من الحشرات الأرضية تتسلط عليها في وقت الحصاد، فخسرت الكثير من المال.أ

وبعد أن تعرضت لعدد من الحوادث التي كادت تودي بحياتي أفقت، فقمت بإعادة الأرض إلى صاحبها، ومن العجب أنها أنتجت له، ومن فضل الله اختفت الحشرات من مزرعتي.أ

فهل عند أحد قصة واحدة لظالم أخذ ما ليس له ولم يدفع الثمن باهظاً؟ قل صدق الله {وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِن لَهُ مَعِيشَةً ضَنكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى} «طه 124».

 

mustafa@watani.ae

تويتر