‏5 دقائق‏

‏(ليه كده يا زول؟)‏

عبدالله الشويخ

‏في العادة لا أجيب على الأرقام التي ترد إلي من القارة الإفريقية، فالأمر لا يتعدى أن تكون وريثة هيلا سيلاسي تريد أن تحول إلى أحد البنوك المحلية مبلغ نصف مليار دولار ولم تجد من تأتمنه سواي، أو انه اتصال من فاعل خير في نيجيريا يريد إخباري بأنه اكتشف «فوتوكوبير» بإمكانها تحويل البنط «بوخمس» إلى بنط «بوخمسمية»، أو يكون اتصالاً من دولة عربية يخبرني فيه الحاج أبو ضفيرة بأنني مسحور وأنه لا أحد يستطيع فك السحر المخبأ في صحن بلاليط في أحد المطاعم الشعبية سواه، أو في أفضل الأحوال يكون بعض الشباب ذاهبين للـ«قنص» وقد انتهت المبالغ المالية الموجودة بحوزتهم بسبب «التضخم» ويريدون أن ألحقهم بحوالة من «الأنصاري».. إلا أن مفتاح الخط (0024) استثناء لكل قاعدة، فهو مفتاح خط السودان الحبيب، ولا أعتقد أن هناك من خرط شوارع «الخرطوم» من الجيلي إلى حي مايو مثلي، واستمتع بتناول الشاي في مقاهي الحبشيات، وتعلم لغة الكتابة في حدائق الرياض، وتناول الدوندرما من صيدلية «المك نمر»، ولا تسألني من فضلك لماذا يباع الآيس كريم في السودان في الصيدليات لأنه سر لا يعرفه غيرهم، عندما جاءني الاتصال اعتقدت أنها احدى الجهات الإعلامية كالعادة تريد معرفة انعكاس الانتخابات السودانية على الجالية السودانية المقيمة في الإمارات من وجهة نظر محايدة، كنت سعيداً لأنني سأظهر أخيراً في وسيلة إعلام سودانية، وقبل أن أضغط الزر الأخضر انقطع الاتصال، فعاودت الاتصال، فوجئت بأن الصوت في الطرف الآخر كان أنثوياً وعرفت صاحبته نفسها باسم «إيلين» وعلى حد علمي فإن الشايقية والمرغنية والجعلية قد توقفوا عن استخدام هذا الاسم منذ فترة، والفلاتة لم يسمعوا به، ثم إن طريقتها في قلب الألف ياء كانت تشي بأنها في «نيجاتيف» السودان، وأنها لم تصل إليه مطلقاً، خصوصاً مع عبارة «حبيب ألبي» في نهاية كل جملة.

بدأت المتصلة بسؤالي عن رأيي في الأزمة العالمية وتقلبات الأسهم فأجبتها بأنني لا أعرف شيئاً عن الأسهم سوى أن اللون الأحمر يعني الانخفاض في أسعارها والأخضر يعني العكس، فبدأت تسألني عن حياتي الشخصية وعن بعض الأمور «الحميمة»، ثم عرضت علي أن أتحدث مع أخرى خبيرة في حل المشكلات العاطفية التي أعاني منها، رضخت للضعف البشري الذي يصور لنا كل صوت أنثوي على انه مارلين مونرو في الجانب الآخر، وكل صوت ذكري على انه «العشماوي» قبل أن نكتشف العكس.

بعد سؤالين ونصف السؤال سمعت «طوط» ثم جملة «ليس لديك الرصيد الكافي»، على الرغم من أنني كنت بالأمس قد عبأت 52 كارت رصيد على عدد أوراق «البتة» 25 درهماً في كل منها أي 1300 درهم كاملة، رغم أن المكالمة لم تتجاوز بضع دقائق، أعلم أن الاتصالات بريئة تماماً من حماقتي، ولكنني أقسم بأن الرقم كان يبدأ بـ0024 من أين لي أن أعرف بأنه من الأرقام المدفوعة إياها!

فلوسي يا زول.. حرام عليك!

shwaikh@eim.ae

 

 

تويتر