‏يا جماعة الخير‏

‏فتاة الخليج ليست نكرة.. لو سمحت

مصطفى عبدالعال

‏إلى متى ستظل نظرة فئة من الرجال إلى المرأة على أنها مجرد متعة للرجل وما خلقت إلا للنزوات؟ ولا يُؤبه لها إلا من تلك الزاوية ولو فاقت كل الرجال؟

إلى متى سيظل الرجل عاجزاً أمام إغرائها ونظرة عينها لدرجة فقدان الأمانة والوعي؟ لأنه تلقائياً يبحث عن نيلها قبل أن يبحث عما تحقق من أعمال؟ ولماذا يربط قبولها للعمل بشروط أهمها أن تكون حسنة المظهر والتجاوب والتعاون والتفاعل والمرونة؟ وهي صفات ظاهرها مصلحة العمل وباطنها سيل اللعاب، إلى متى سيجعل الرجل تمكينها مرتبطاً بأنوثتها لا بقدرة عقلها، وبمرونة جسدها لا بعمق فهمها، وبتغاضيها عن مراده لا بوقوفها لحسابه، حتى جعل منها سلعة تعرض لاصطياد الذئاب؟ ولا ينتبه لتراثنا العريق من الشهامة والنخوة إلى حقيقة مفزعة، حين يعتمد التسويق في شركاته على امرأة تقاس كفاءتها بالإيقاع بالعملاء، فهي المتميزة لو استخدمت أنوثتها، ووثقت خارج الدوام علاقاتها، ولا تُطلَق على عميل فتفلته، بينما عاداتنا وقيمنا أن يغار الشهم على بنت الجيران، أما أن تكلّف امرأتك بلقاءات مرافقة ومطاعم وسهرات فهل يقبلها الشرقي على حريمه؟ ولماذا لا يكلف بهذا الرجال؟

وهل يعلم الحبيب أنه بذلك يجلب المال الحرام؟ فتنزع البركة وتتنزل اللعنات. نحن الشرقيين عموماً والخليجيين خصوصاً مهد القيم ومهبط الرسل، وقد قال صلى الله عليه وسلم «ثَلاَثَةٌ قَدْ حَرمَ اللهُ عَلَيْهِمُ الْجَنةَ مُدْمِنُ الْخَمْرِ وَالْعَاق وَالْديوثُ الذِي يُقِر فِي أَهْلِهِ الْخَبَثَ». وموظفتك أنت كفيلها وكلكم راعٍ ومسؤول عن رعيته أيها الرجل: أما استوقفتك مناشدات تتكرر في الصحف كهذه: نحن فئة من المواطنات تجاوزت أعمارنا 28 عاماً نحمل درجة البكالوريوسأومازلنا نأخذ مصروفاً لعدم قبولنا في العمل كمواطنات!

أيها الرجل: ليس حديثنا عن وافدات ومواطنات وإنما حديثنا عن ترك الكفاءات، وعن معايير اختيارك لمن تراها جديرة بالحظوة والترقيات، فهل يرضيك أن يكون حظ الخليجية أقل الحظوظ؟ لتتساءل: أين تذهب بين العارضات؟ وكيف تسير بين المائلات؟ وعفافها وستر جسدها لا يؤهلها للرضا ولا لنيل الدرجات، فهي تعجز عن كشف صدرها والخروج بنصف ثوبها والعمل خارج الدوام. فإن قلت الكفاءة! فانظر إلى المواطنة الملتزمة وما حققت من نجاحات، بداية من جوازات المطار، وفي كل جهات التعامل اليومي كالعمل، وتنمية المجتمع، والصحة، وقسم الدعوة النسوي بالأوقاف والكاتبات بالصحف، والإعلاميات والمحاضِرات في الجامعات، وفي دائرة الشرطة، حيث تفوقت على الرجال - خصوصاً في مكافحة جريمة المرأة - عشرات من الشرطيات.

أيها الرجل: بناتنا بخير، وبهن بر الوطن وتنزل البركات، وعدم ابتذالهن لا يجعل المحتاجات منهن مرفوضات، وفي الأزمات وفي غير الأزمات لا يتوقف قبول موظفات.. فلماذا حلال على مواصفات حرام على كفاءات؟

 

المستشار التربوي لبرنامج «وطني»

mustafa@watani.ae

تويتر