‏5 دقائق‏

‏هل هي أزمة كروية ؟

سالم حميد

سألت الصديق العزيز ضرار بالهول، صاحب المقالات النارية في صفحة الرياضة في «الإمارات اليوم»، عن سبب توقفه عن الكتابة منذ فترة، فقال إنه سبق له أن تعرض لعقوبة مقدارها 40 ألف درهم من قبل اتحاد كرة القدم ثمناً لكتاباته، فإذا كانت آراؤه سيتم تحييدها من قبل أية جهة فمن الأفضل ألا يكتب من الأساس، في ظل الكيل بمكيالين وتضارب المصالح لدى بعض أعضاء الاتحاد، فكيف يكون أحد مسؤولي الاتحاد، بالإضافة إلى عمله في الاتحاد، يعمل كذلك وكيلاً لأعمال اللاعبين وسمساراً؟!

لأن الرياضة في صلب حياتنا المجتمعية، ولأن الرياضة غدت جزءاً لا يتجزأ من ثقافتنا وحياتنا اليومية، ولها محبوها ومتابعوها وهي تعبر بطريقة أو بأخرى عن تطلعات الأجيال الحالية والمقبلة، ولها ما لها من عشاق، فيجب أن يكون هناك نقد بنّاء لكي تتطور الرياضة في بلدنا، لأن النقد طريقة فاعلة إلى التنبيه إلى الأخطاء وتحقيق تطوير لابد منه في عالم الرياضة.

أتكلم تحديداً من دون مواربة عن كرة القدم المحلية، وأكثر تحديداً عن الاتحاد الإماراتي لكرة القدم، الذي تحول للأسف إلى ديكتاتورية كروية تضرب بيد من حديد كل من يعترض دربها، فإذا واتتك الشجاعة وتكلمت ضد الاتحاد أو أصدرت تعليقات حتى إن كانت تهدف إلى تطوير الكرة واللعبة التي يعشقها الكثيرون، فأنت إما ستخضع لتغريم بعشرات الآلاف من الدراهم أو إنك ستحارب حرباً ضروساً، وخير مثال العقوبة الأخيرة على نادي الشباب بمبلغ 50 ألف درهم بسبب انتقاد مسؤوليه التحكيم ولجنة الحكام، وكأن هذه اللجنة محاطة بهالة من القدسية لا يجوز انتقادها!

طبعاً ليس مسموحاً لمسؤولي الأندية توجيه الانتقادات، وإلا فإن عقوبة الغرامات ستلحق بهم، وما حدث أخيراً حول الأحداث التي رافقت مباراة الوصل والنصر السعودي في إياب نصف نهائي بطولة الأندية الخليجية الـ25 في دبي الأسبوع الماضي، وتداعيات القضية التي رُفعت إلى الـ«فيفا»، ونزول بعض مشجعي فريق الوصل إلى الملعب والاعتداء على أحد أعضاء الجهاز الطبي للنصر، قد كشف أموراً مستورة.

نتطرق أيضاً إلى ملف مهم أيضاً، وهو إنجازات فرق الإمارات على المستوى الخارجي، الخليجي والعربي أو حتى الدولي، فماذا حققت فرق الإمارات؟ وأين منتخبنا الذي يعدنا اتحاد الكرة به بالصعود إلى نهائيات كأس العالم منذ 20 سنة! فمنذ العام 1990 ونحن على أمل الصعود للمرة الثانية، وأين نحن فرقاً محلية من الدوري الخليجي، نلعب كالنمور مع بعضنا البعض ونطلق الألقاب على فرقنا كالزعيم والفهود وأصحاب السعادة والجوارح والعنكبوت والعميد والأسود، لكنهم يتحولون إلى أرانب عندما يقابلون الفرق من الخارج وينهزمون بالأربعة والخمسة؟! وهل يكفي فوز واحد حققه الوصل أم يجب أن نضع الصدارة نصب أعيننا؟ أعتقد أن الاتحاد مطالب بتشجيع كرة الإمارات لا تحبيطها! ‏

تويتر