ونطق القلم

مالك عبدالكريم

الرشفة الأولى
عاد أصحاب السعادة وتربعوا على عرش دورينا، بعد غياب مدة طويلة صدق فيها مسؤولوه ما عاهدوا جماهيرهم عليه ببناء فريق قوي، و«كان صبرهم خيراً ومديمة ابتسامة (السعادة) يا بوزايد»، أما الجزيرة فربما اختلف موسمه عن آخر المواسم قليلاً، حيث بدأ تقهقره هذه المرة مبكراً مع تكرار سيناريو السقوط أمام أقرب المنافسين، ولم يتبق له سوى أمل العودة عبر بوابة الزعيم وهي الأصعب، أعلم بأن هذا الحديث ربما يغضب «محامي الدفاع»، ولكنها الحقيقة التي من لا يراها عليه مراجعة مصداقية ما تخط يداه!

الحبر المسكوب
في الحقيقة لست مؤهلاً للحديث عن سجود اللاعبين في الملاعب شكراً لله، فلهذه الأمور أناس مختصون، كما أنه «أجرؤكم على الفتيا أجرؤكم على النار» كما قال السلف، ولكن لفت نظري ما جاء في الفتوى الشهيرة بهذا الشأن أن كرة القدم لا تتعدى كونها «لهواً مباحاً»، وربما هذا الأمر مقبول في السابق، أما الآن (لاعب كرة القدم) يمثل وظيفة رسمية، وهي مصدر للرزق ربما يكون الوحيد لدى العديد من اللاعبين، كما أن هناك مكافآت تصرف في الفوز ربما تصل أحياناً إلى راتب شهر كامل لموظف، بل أكثر وهي بلا شك نعمة وهذا فقط ما وددت توضيحه، وأكرر لست أهلاً للخوض في تحليل أو تحريم.

وفي الإطار نفسه عاد للظهور أخيراً بعض الممارسات يقوم بها اللاعبون احتفالاً بالهدف من رقص لا يليق برجل إلى حركات مستفزة لجمهور الخصم إلى إشارات غريبة غير لائقة، ولا أعلم حقيقة ما هو دور إدارات الأندية في منع مثل هذه التصرفات، أم أن الأمر لا يمثل الكثير لديها.

عندما نتحدث عن هذا الأمر ندرك تماماً أن مشاعر الفرحة بتسجيل الهدف تصحبها غالباً تصرفات ارتجالية، ولكن هذه الارتجالية لا تعفي من المسؤولية!

في النهاية لست مع أو ضد السجود لله شكراً بعد تسجيل الهدف، لكني بكل تأكيد ضد «أم علاية» و«صب الماي»!!

بالحبر السري
يبدو أن البعض ملّ من وظيفته الأساسية أخيراً، فبدأ يبحث عن «المتاعب» الحصرية التي شغلت الشارع الرياضي، وللأسف كانت تخلو من الدقة، بل أسهمت في زيادة اللغط بين جماهير الأندية، خصوصاً بعد أن تم نفي كل تلك الأخبار، لذا أتمنى أن يبقى في وظيفته الرئيسة محققاً مزيداً من النجاحات التي أسهمت في شهرته، من دون الخوض في مسائل جعلته أشهر من النار على العلم في نقل الشائعات!

وتبقى قطرة
مشكلتنا أننا نبحث عن الحلول السريعة في كل شيء في السكن في المواصلات، حتى عندما نجوع نتوجه إلى أسرع وجبة ممكنة حتى لو كانت أضرارها أكثر من نفعها، والأمر كذلك في قضية التجنيس التي عادت لتطل علينا أخيراً، والمؤيدون للتجنيس يعتمدون على نظرية «داوها بالتي كانت هي الداء»، فهم رأوا أن مشكلتنا تكمن في أن الأجنبي أثر في مستوى المواطنين، بالتالي هيا بنا نجنّس هذا الأجنبي! على أي حال أنا مؤمن أن هناك حلولاً أخرى لعلاج العلل حتى لو كان «الكي» فهو بالتأكيد أفضل من القتل!

mashe76@hotmail.com

تويتر