أقول لكم

محمد يوسف

قبل أربع سنوات كان معظم الوزراء يفتقرون إلى الخبرة، أما اليوم فالأمر يختلف، وقد يتساءل الواحد منا عن خبرة الوزراء، ويقول إن الوزير في النهاية يتولى منصباً شرفياً أكثر منه إدارياً، وإن هذا المنصب ذو طابع سياسي، والخبرة غير مطلوبة، وهذا خطأ يقع فيه كثيرون، وقد صدقناه من خلال تأثرنا بمقولات متخلفة منتجة عربياً، فالوزير يتولى قيادة الوزارة، وهو المسؤول الأول عن كل ما يدور فيها، عن منجزاتها وإخفاقاتها، وعن رعايتها لمصالح الدولة والناس، وكذلك عن تقصيرها، أما أن نقول «ما ذنب وزير المواصلات حتى يستقيل إذا وقعت كارثة بين قطارين؟»، كما تردد في دولة عربية أخيراً، فهذا منتهى التهرب من المسؤولية، فالمحاسبة تطال الوزير قبل عامل «التحويلات»، لأن الوزير لم يطور هذا القطاع، تماماً كما قال الوزير الياباني الذي استقال بعد ساعات من اصطدام طائرتين في الجو، فهو لا يعمل موجهاً جوياً، ولا يفهم في خطوط الطيران، ولكنه مسؤول عن كفاءة كل العاملين لديه، وهو الذي لم يحسن الأداء ويختار الكفاءات المناسبة، وكما قلت قبل يومين، إن دولاً كثيرة تجعل من عدم تمرس الوزراء في وزاراتهم شماعة تعلق عليها الأخطاء، وتزيد بطلب فسح المجال أمام الوزراء لاكتساب مزيد من الخبرة، وقبل أن يكتسبوها يستغنى عن خدماتهم حتى يأتي غيرهم ويكونوا شماعات جديدة للتقصير في حق الناس، لهذا نحن نقول لكم هنا إن الوزراء كانوا يفتقرون إلى الخبرة عند دخولهم إلى الوزارة قبل أربع سنوات، أما اليوم فهم أصحاب خبرة، بل هي خبرة واسعة، كانوا خلالها على اطلاع تام بكل خفايا وزاراتهم وشؤونها، وعملوا، كل في مجاله، على وضع الاستراتيجيات المطلوبة منهم، واقتربوا من رئيس الحكومة، وفهموا ما يريد وما يطمح إليه، وتلمسوا كل القضايا الملحة، ودخلوا منذ يوم أمس مرحلة جديدة وهي مرحلة الإنجازات القائمة على ما اكتسبوا من خبرة لا يستهان بها، وأصبحت الكرة في ملعبهم يلعبون بها كما يشاؤون حتى تحين ساعة الحساب، وهي غير مرتبطة بموعد أو مبررات.

 

myousef_1@yahoo.com

تويتر