احذروا الـ «فيس بوك»

سالم حميد

سلوكياتك على المواقع الإلكترونية الاجتماعية كالـ«فيس بوك» و«تويتر»، تقلص فرص عثورك على عمل، حيث تلجأ معظم جهات العمل حالياً إلى تلك المواقع الشهيرة لتحديد أهليتك لملء الوظيفة. وتقول إحصائية لعملاق التقنية الأميركية «مايكروسوفت»، نشرتها صحيفة «تلغراف»، إن فحص الملفات الشخصية في الـ«فيس بوك» و«تويتر»، أصبح حالياً جزءاً لا يتجزأ من مرحلة التدقيق، لاختيار الشخص المرشح للوظيفة مثلها تماماً كمثل السيرة الذاتية أو المقابلة الشخصية.

بعد أن قرأت هذا الخبر الذي نشر في عدد كبير من الصحف المحلية والعربية والغربية، تساءلت حول إذا ما تم تطبيق هذا المعيار هنا في دولتنا أو في الدول العربية، فما هو حال شبابنا وفرص توظيفهم، وهل سلوكياتهم على الإنترنت وعلى المواقع الاجتماعية ستدعم فرصهم في إيجاد وظيفة مناسبة أم أنها ستقضي عليها تماماً. حيث يوجد لدينا بالطبع مستخدمون، إن صح التعبير «جيدون»، يستخدمون هذه التقنية ليلبوا احتياجاتهم لكنهم يتعاملون معها بحذر مبالغ فيه، خصوصاً مع المواقع الاجتماعية، فتراهم أقرب إلى الامتناع عن دخول هذه المواقع، بحجة أنها تافهة أو فارغة المحتوى، أو أنهم يلجونها من باب العلم بالشيء، ثم ما يلبثون أن يغادروها بسرعة. وهناك أشخاص لايزالون ينظرون إلى الإنترنت ومواقع التعارف والتواصل الاجتماعي، على أنها بدع من المحرمات، فلا يقربوها، ويحذروا حتى من الاطلاع عليها ليقاطعوها بالمجمل! وطبعاً، هم في حرب مع التقنية بأشكالها كافة، بحجة أنها غربية المصدر، ويتسابقون في الإفتاء بمنعها! أما من يستخدم المواقع الإلكترونية المختلفة وبطريقة غير أخلاقية، فتراهم من عنصر الشباب ويلجون الإنترنت إما بحثاً عن علاقات وهمية أو للبحث عن الأشياء المحظورة في مجتمعاتهم، وإما ليعبروا عن شذوذهم، وهم بفعلتهم يحاولون التعويض عن حرمان أو كبت، خصوصاً في الدول التي تشهد ضغطاً اجتماعياً وتعصباً مبالغاً فيه.

إن أخطر مستخدمي الإنترنت على الإطلاق، حسب نظري، هؤلاء الذين يريدون الإساءة للناس فقط، فتراهم يكيلون التهديد والوعيد ويتلفظون بأقبح الألفاظ، فإن سمعوا كلمة أو رأياً لم يعجبهم فالويل لكاتبه، وهذا الشيء الذي لم أسلم منه شخصياً وآخرون من الكتاب، ومن خلال أشخاص لا نعرفهم ولا يعرفوننا، وحكموا على كتابات ربما لم يقرأوا منها إلا أول سطرين، ولم يسبق لهم استخدام أسلوب الحوار العقلاني، فتراهم يهاجمون بلا هوادة، وهم لا يعلمون شيئاً عن حق الإنسان في التعبير عن رأيه! فقمت أخيراً بإلغاء حسابي في الـ«فيس بوك».

إذا ما طبق معيار التوظيف حسب السلوكيات على المواقع الإلكترونية الاجتماعية، فإني أخشى ألا يجد عدد كبير فرصة لوظيفة هي بالأصل غير متوافرة بكثرة، لذلك وبدل المقاطعة أو الاستخدام السيئ، يجب أن نستغل التقنية لمصلحتنا ونخلق صورة إيجابية عن أنفسنا عبر الإنترنت، فاحذروا من تصرفاتكم على الشبكة، فيبدوا أننا في عصر أصبحت كل تحركاتنا مراقب.

تويتر