بكاء «ميسي وأوليفيرا»

حسين الشيباني

عندما يأتي البكاء من نجوم الكرة، سواء على الصعيد العالمي أو المحلي، فلابد من وقفة، فهناك دروس وعبر نتعلمها من بكاء اللاعب رقم واحد على مستوى العالم، الذي أمتعنا بفنياته ولمساته السحرية وأهدافه المبدعة وأخلاقه العالية، وهو الفتى الذهبي نجم برشلونة الإسباني ومنتخب الأرجنتين ليونيل ميسي، ذلك اللاعب الذي رأينا بكاءه عندما خسر برشلونة في بطولة كأس إسبانيا أمام اشبيلية كأول خسارة لبرشلونه منذ عامين في المشاركات المحلية. فهذه دلالات على مدى إخلاص وحب وتضحية وانتماء ووفاء وولاء هذا اللاعب لفريقه، دموع نجم حقق الكثير من الألقاب لبرشلونة ومنتخب بلاده، ولقب أفضل لاعب في العالم، كل هذه الألقاب لم تمنعه من البكاء لمجرد خسارة واحدة! ميسي لم يستطع إخفاء دموعه، لأنه صاحب قلب كبير، يعرف معنى الإخلاص والحب والتضحية والانتماء والوفاء، وغُرست فيه روح البطولة وروح الاخلاص، اسألوا ميسي عن معنى الخسارة.

في العام الماضي عند قرب نهاية عقده سئل من قبل الصحافيين: كم ستكون قيمة عقدك الجديد؟ فرد ميسي: إنني لا أفكر في العقد الجديد مثلما أفكر في تحقيق بطولات وألقاب لبرشلونة.

هذه رسالة موجهة إلى لاعبينا في كيفية التعلم من بكاء ميسي، وهو درس مستفاد في معنى الإخلاص والتضحية والوفاء والانتماء وحب الألقاب والبطولات، وليس حب المال والسهر والرفاهية والضحك بعد الخسارة!

ونتطرق الآن إلى بكاء نجم الوصل البرازيلي أوليفيرا الذي أمضى أست سنوات في دورينا، حقق خلالها الكثير من الألقاب، خصوصاً الثنائية التاريخية في عام 2007 مع ناديه الوصل، ولقب هدّاف بطولة مجلس التعاون الخليجي للاندية في الكويت، وهو نموذج يحتذى في الانضباط والالتزام والإخلاص والانتماء والولاء لهذا النادي، وكأنه ترعرع فيه منذ صغره، ولربما كثير من اللاعبين الذين ترعرعوا في أنديتهم لم يستطيعوا أن يكونوا مثل أوليفيرا الذي شاهدنا بكاءه بعد قرار الطرد في مباراة الجزيرة، فلم يستطع النجم الكبير إخفاء دموعه، وذلك نابع من حبه وإخلاصه لشعار النادي، وعلى الرغم من الإغراءات المحلية والخارجية سابقاً فضّل البقاء في نادي الوصل الذي تمسك به عند الشدائد.

وللعلم فإن أوليفيرا نموذج يحتذى بين اللاعبين المواطنين والأجانب في الدولة، فهو لم يغب عن أي تدريب، سواء في الفترة الصباحيةأ أو المسائية، أولم يغب كثيراً عن المباريات، وقليل الإصابات، ولايعرف أين غرفة الطبيب، ملتزم داخل وخارج الملعب، وعلى خلق، ومتواضع مع الجميع، مسؤولين وعاملين، وعكس الاجانب الآخرين، كثيري الإصابات، فعندما ترى وتسمع عن أي لاعب كثير الاصابات، ومستواه متذبذب، فلابد أن تسأل عن حياته خارج الملعب!

أوليفيرا يعرف معنى الإخلاص والانتماء وحب الفوز، وليس حب المال، فهو يستحق لقب أفضل لاعب أجنبي خلال الـ 10 سنوات الماضية، نقترح على رئيس الاتحاد محمد خلفان الرميثي، تخصيص جائزة لافضل لاعب أجنبي في الدوري، ووضع معايير للجائزة، وكل ذللك يصب في مصلحة كرة الإمارات والاجيال المقبلة.

نقول للاعبينا، لابد من وقفة عند بكاء النجمين الكبيرين ميسي واوليفيرا، لانتركه يمر مرور الكرام، علينا أن نأخذ الدروس والعبر من البكاء في الاحساس بالمسؤولية والإخلاص في العمل وحب تحقيق البطولات والانجازات، ومعنى الالتزام والانضباط، ومعنى الولاء، ومعنى الاحتراف الحقيقي.

تويتر