أقول لكم

محمد يوسف

 

نتمنى أن تكون مباراة في كرة القدم، وألا تتجاوز ذلك أبداً، إكراماً لنا جميعاً، لكل من ينتمي إلى هذه الأمة التي أفتخر بها كثيراً، والتي لا نحب أن تكون محلاً للسخرية من الأفارقة وهم يشاهدون المباراة قبل النهائية ببطولة أممهم، ولا نريد أن نصنف كأعداء في سجلات الاتحاد الدولي مع كل لقاء يجمعنا عرباً، فهذه مباراة، تماماً كما كان لقاء السودان، مباراة طواها النسيان، فالفائز لم يفز إلا في ذلك اللقاء، والخاسر لم يخسر غيره، ومنتخب مصر يبقى هو الفريق الأكثر فوزاً، ولا ينقصه شيء لعدم وصوله إلى مونديال جنوب إفريقيا، بينما منتخب الجزائر يمارس حقه في التأهل وكذلك في المنافسة على الكأس الإفريقية، وسواء شحن الإعلام الجماهير، أو خرج معلق عن خط الاحترام والتاريخ، وسواء ذهب للتشجيع مشجع واحد أو آلاف المشجعين، فالنتيجة واحدة، وهي أن مباراة اليوم سيفوز بها من يتفوّق لعباً ويستغل الفرص المتاحة، وقد شاهدنا آخر مباراتين للفريقين، فالجزائر تتأخر مرتين وتتعادل في اللحظات الأخيرة من الوقت الضائع لتلعب شوطين إضافيين تحقق خلالهما الفوز، ومصر تتأخر، ثم تتعادل، ثم تلعب شوطين إضافيين، وتسجل هدفين في لمح البصر، وتتأهل، هي هكذا كرة القدم لا تخضع لمعايير السياسيين، ولا تسمع لفظ الطفيليين، ولكنها تتحرك بإرادة مجموعة من اللاعبين، وتخضع لاعتبارات نفسية وجسدية وعاطفية، وقد خسرت الأمة بأكملها عاطفياً من حرب استنزاف المشاعر التي دارت طوال الأشهر الماضية بين مصر والجزائر، بسبب المباراة الفاصلة وما سبقتها من تصفيات، وقد آن الأوان لأن تكون مباراة اليوم بمثابة رد الدَّين لكل عربي، وهو دَيْن مستحق لنا جميعاً عند الفريقين الشقيقين، ولا نريده سوى أن يكون في لقاء ودي تسوده روح الأخوّة بعيداً عن التشنجات. 

   myousef_1@yahoo.com

 

تويتر