ونطق القلم

مالك عبدالكريم

الرشفة الأولى‮ ‬

مجرد تفكير بصوت‮ »‬مقروء‮« ‬دون أن‮ ‬يتبرع أحد بتأويله كما‮ ‬يحلو له‮: ‬هل تعلم عزيزي‮ ‬القارئ أننا ربما ندخل تاريخ الاتحاد الآسيوي‮ ‬لكرة القدم في‮ ‬حال حصول فريق الإمارات على كأس رئيس الدولة،‮ ‬وهو حالياً‮ ‬في‮ ‬موقع المهدد بالهبوط،‮ ‬فإنه سيشارك رسمياً‮ ‬ومباشرة في‮ ‬دوري‮ ‬أبطال آسيا للأندية المحترفة الموسم المقبل ربما وهو‮ ‬يلعب في‮ ‬دوري‮ ‬الهواة ؟‮! ‬علماً‮ ‬بأن دوري‮ ‬الهواة في‮ ‬هيكلته الحالية‮ ‬يبدأ في‮ ‬فبراير وهو موعد انطلاقة البطولة الآسيوية نفسه‮! ‬

الحبر المسكوب‮ ‬

الحديث عن العزوف الجماهيري‮ ‬ذو شجن،‮ ‬والحديث عن الحلول هو الشجن بعينه،‮ ‬ومع ذلك فإن بداية الحل تكمن في‮ ‬معرفة الأسباب،‮ ‬ومما لا شك فيه أن هناك عناصر كثيرة أسهمت في‮ ‬هذا العزوف ونؤمن ببعض منها والبعض الآخر اجتهادات ربما تصيب أو تخطئ،‮ ‬ومن المسلمات مثلاً‮ ‬ضعف المستوى الفني‮ ‬الملحوظ والذي‮ ‬يشهد به الجميع والذي‮ ‬جعل من حضور فئة‮ »‬المشاهدين‮« ‬للمدرجات من ضروب الخيال،‮ ‬وكذلك خلل التركيبة والتوزيع السكاني‮ ‬وعدم الاهتمام بالجاليات الذين‮ ‬يمثلون الغالبية في‮ ‬مجتمعنا،‮ ‬بالإضافة إلى ضعف التسهيلات المقدمة في‮ ‬تلك الأندية وعدم وجود فعاليات مصاحبة قبل وخلال المباراة تجذب الأسر،‮ ‬وأخيراً‮ ‬وليس آخراً‮ ‬انصراف الجيل الحالي‮ ‬عن الرياضة بشكل عام لمصلحة مغريات ترفيهية أخرى ضررها أكثر من نفعها،‮ ‬والدراسات والإحصاءات التي‮ ‬تظهر بين الحين والآخر تؤكد ذلك ونسبة أمراض السمنة المرتفعة خير دليل‮. ‬ولكي‮ ‬نكون أكثر واقعية في‮ ‬حل المشكلة أرى أنه علينا أن نبدأ بالمحاولة في‮ ‬العيوب السهلة التي‮ ‬من الممكن تلافيها بقليل من الجهد وشجاعة قرار،‮ ‬وعدا مشكلة المستوى الفني‮ ‬والتركيبة السكانية فإني‮ ‬أرى أنه من الممكن البدء ببقية التمشكلا،‮ ‬ولكن‮ »‬واللي‮ ‬يرحم والديكم‮« ‬ابتعدوا ولو مؤقتاً‮ ‬عن ربط التشفير بهذه المشكلة،‮ ‬ولو فرضنا ذلك فلا أعتقد أن شعبنا الذي‮ ‬يدفع المئات مقابل متابعة مباريات في‮ ‬دوريات أجنبية سيبخل على نفسه بعشرات الدراهم لقاء شرائه بطاقة تشفير دورينا،‮ ‬إلا لو كان من‮ ‬يخطط للتشفير‮ ‬ينوي‮ ‬بيع البطاقة بـ‮0001 ‬درهم‮! ‬

بالحبر السري‮ ‬

تأهل فريق على حساب الآخر على الرغم من اختلاف المستويات لا‮ ‬يمثل عذراً‮ ‬بأن‮ ‬يتحول خبر المباراة وتحليلها بالكامل إلى خبر خسارة الفريق الأقوى وأسبابها دون التطرق إلى أحقية الفريق الفائز بهذا النصر وأسبابه إلا بكم كلمة‮ »‬رفع عتب‮«‬،‮ ‬هذا ما فعله العديد من الأقلام والمحللين في‮ ‬جهاتنا الإعلامية بمختلف فئاتها،‮ ‬في‮ ‬أماكن أخرى‮ ‬يعطون الفريق الفائز حقه بالكامل،‮ ‬أما هنا فيصرّون على‮ »‬التطبيل‮« ‬حتى للخسارة،‮ ‬فسبحان الله‮!‬

وتبقى قطرة

بعد المستوى الرائع الذي‮ ‬قدمه منتخبا الجزائر ومصر في‮ ‬بطولة إفريقيا الحالية قد ضمنا مقعداً‮ ‬لا محالة في‮ ‬النهائي،‮ ‬حيث‮ ‬يلتقي‮ ‬المنتخبان العربيان في‮ ‬نصف النهائي‮ ‬ما‮ ‬يعني‮ ‬تأهل الفائز للمباراة الحلم،‮ ‬وهذا بلا شك فخر للكرة العربية وإضافة رصيد إلى رصيدها دولياً،‮ ‬فهل سيسمح لنا الغوغائيون بالفرح بأي‮ ‬من المنتخبين عند تأهله أم أنهم‮ ‬يجهزون لنا‮ »‬مصيبة‮« ‬جديدة؟‮! ‬

أقول ذلك بعد أن رأينا من التعنت ما رأينا،‮ ‬وبعد أن لاحت في‮ ‬الأفق بوادر مزيد من التشنج من بعض القلوب‮ ‬غير الصافية‮! ‬

mashe76@hotmail.com

تويتر