أقول لكم

محمد يوسف

عندما‮ ‬يعمل الموظف في‮ ‬بيئة مستقرة سيزيد عطاؤه،‮ ‬وعندما‮ ‬يجد التشجيع والمتابعة سيبدع،‮ ‬أما الخوف من المسؤول المترصد،‮ ‬وعدم الاطمئنان إلى ذمة أولئك الذين‮ ‬يضعون التقارير السنوية،‮ ‬وإحداث فوضى إدارية من قبل بعض المسؤولين لتسريب القرارات المخالفة،‮ ‬كل هذه الأشياء تحيل الموظف إلى مجرد شخص مؤدٍ‮ ‬للدور المطلوب منه دون إبداع ودون حماس ودون إخلاص أيضاً،‮ ‬فمن لا‮ ‬يقابل عمله بالإشادة والتقدير لا‮ ‬يمكن أن‮ ‬يخلص،‮ ‬ومن تتجاوزه أهواء المسؤول لا‮ ‬يمكن أن‮ ‬يكون قلبه على المصلحة العامة،‮ ‬فهي‮ ‬معادلة تجعل التقدير مساوياً‮ ‬للبذل دون حساب،‮ ‬ولهذا وجدت القوانين واللوائح المنظمة للعلاقة بين الموظف والوظيفة،‮ ‬وبين الموظف والمسؤول،‮ ‬وبين المسؤول والعدل،‮ ‬وهي‮ ‬قوانين احتوت نصوصاً‮ ‬جامدة،‮ ‬والضرورة تستدعي‮ ‬تفعيلها،‮ ‬أي‮ ‬أن نجعل منها نصوصاً‮ ‬حية،‮ ‬وهدفنا من ذلك جعل مكان العمل خالياً‮ ‬من الارتجالية والعشوائية والقرارات الشخصية الخاصة للمصالح والأهواء والرغبات،‮ ‬فلا الموظف‮ ‬يكون فيها مقصراً،‮ ‬وأيضاً‮ ‬المسؤول لا‮ ‬يكون كذلك،‮ ‬والنص المفعل والحاكم للتصرفات‮ ‬يضع حدوداً‮ ‬لأي‮ ‬تصرف خارج عن نطاقه،‮ ‬فهو‮ ‬يلزم الجميع باحترامه،‮ ‬من عليه واجب أداء أصغر مهمة في‮ ‬الإدارة،‮ ‬وكذلك من‮ ‬يجلس على أعلى كرسي‮ ‬بتلك الإدارة،‮ ‬الجميع متساوون أمام القانون وما نصت عليه اللوائح،‮ ‬لا‮ ‬ينتقص الموظف من التزاماته تجاه وظيفته،‮ ‬ولا‮ ‬يتجاوز المسؤول صلاحياته تجاه موظفيه،‮ ‬ولهذا،‮ ‬وكما قلت لكم قبل‮ ‬يومين،‮ ‬أسعدنا أن تكون هناك لجنة تظلمات لدوائر حكومة دبي،‮ ‬تنصف الموظف وتوقف تعسف المسؤول وتحافظ على الأداء المتميز المطلوب،‮ ‬وسنكون سعداء أكثر لو أن لجاناً‮ ‬مثل هذه اللجنة سمعنا بوجودها في‮ ‬القطاع الاتحادي،‮ ‬وهو بحق‮ ‬يحتاج إلى لجنة تظلمات محايدة وقادرة على تطبيق القوانين متى حاد أي‮ ‬طرف عنها‮! ‬

myousef_1@yahoo.com

تويتر