ملح وسكر

يوسف الأحمد

- لكل منا طريقته في فهم الأشياء، ولكل منا نظرته وتصوره للأمور، وما أكثر الآراء التي تأتي لتلتقي وتتفق أو قد تختلف. فما حدث من لغط بعد قضية «الورد» في مباراة الوصل والجزيرة، لم يكن سببه الورد بقدر ما كان التوتر والشحن الذي سيطر على الأجواء قبل وبعد المباراة.

الحكم علي حمد بحسن نية تسلم باقة الورد المقدمة من طرف الجزيرة كتقدير وثناء لإنجازه أخيراً، دون أن يدرك عاقبتها، لوجود منافس على الجانب الآخر، الأمر الذي تسبب في الانقلاب الأصفر عليه بعد خسارة اللقاء، وإحساس الفهود بالظلم الذي وقع عليهم بعد حالة الطرد التي حصل عليها أوليفيرا. هنا لا تشكيك في نزاهة الحكم، كون الهدية بسيطة لا تغني ولا تسمن، لكن في الوقت نفسه من الممكن أن يثير هذا التصرف الريبة والشك عند الطرف المنافس وعند المتربصين أيضاً، وهو ما حدث بالضبط، وتسبب في حالة من الهيجان والغضب، الذي وجد ما يزيد لهيبه على الحكم بتأكيد الفهود تعسف قراراته ضدهم. هي بالفعل غلطة جاءت عن سهو من قبل علي حمد، وأعتقد أنه لو كان يعلم ما سيجري بعدها، فلن يقبلها أبداً. لذلك فهي حالة ودرس لجميع أصحاب الصافرة، وأظن بأنهم من بعد تلك الحادثة لن يجرؤوا أن يأخذوا حتى «شربة ماء» من أي طرف، كي لا يقعوا في المطب نفسه!

- قد تكون سابقة في تاريخ مسابقة بطولة كأس رئيس الدولة، حينما تقام مباراتا نصف النهائي على ملعب واحد وهو استاد مدينة زايد الرياضية. أمر جميل أن يحتضن الاستاد هذين اللقاءين، كونه يحمل اسماً غالياً على قلوبنا، لكن ثمة أمر آخر كان لابد أن تنتبه إليه لجنة المسابقات، وهو ما يتعلق بمسألة حيادية الملعب، لأنها شرط أساسي في نظام البطولة، الذي صار ملغياً دون أن نعلم دواعي هذا التغيير المفاجئ. بمعنى أن فريقي الوحدة والجزيرة لا تفصلهما سوى أمتار قليلة عن الملعب، وكأنهما سيصبحان أصحاب الأرض والجمهور، وهي ميزة مجانية تضاف إلى سلاحهم الآخر في المباراة، عكس فريقي الإمارات والشباب، اللذين سيفتقدان هذه الميزة. باعتقادي كان من المفترض أن تسير الأمور مثل ما كانت عليه في الماضي بحيادية الملعب لكلا الطرفين، وبعده عن مقر إقامة كل طرف، تجنباً للشبهات ومنعاً للأبواب التي من الممكن أن تتفتح على الاتحاد ولجانه، وهم في غنى عنها!

- تبقى اللقاءات التلفزيونية والتصريحات المباشرة عامل جذب ونجاح لأغلب البرامج الحوارية والرياضية، لكن ألا تعتقدون أنها قد تجاوزت الخطوط الحمر في الآونة الأخيرة، حينما انحرفت عن مضمونها الأساسي بتجاوزات بعض اللاعبين والإداريين أو حتى المدربين، والتي يسهم فيها أحياناً بعض الزملاء أصحاب «الميكرفون»، الذين تخونهم العبارة في انتقاء المفردات المناسبة عند توجيه السؤال خصوصاً للخاسر. بمعنى آخر، ماذا نتوقع من ردة فعل الطرف الخاسر وهو خارج للتو من الملعب؟ هل تتوقعون أن يصدح شعراً ومديحاً أم أن يستقي كلماته من قاموس سيبويه؟ بالتأكيد لن تخرج عن إطار الذم والاتهام والشتم «المبطن» أحياناً، خصوصاً أولئك الذين لا يملكون التحكم بأعصابهم، الأمر الذي ينعكس بالسلب عليهم. لذلك باتت مسألة اللقاءات والحوارات المباشرة من الملعب غير مجدية وتتحول إلى مشكلات ولعنات، سببها الإثارة الرخيصة التي يسعى لها البعض، حيث آن الأوان لوضع حد للاستفزازات والتجاوزات، المدسوس من بينها السم للآخرين أحياناً!

ya300@hotmail.com

تويتر