ونطق القلم

مالك عبدالكريم

الرشفة الأولى

هنا ومن غرب ألمانيا حيث درجة الحرارة تجاوزت خط الصفر إلى الأسفل بعشر درجات الآن، ومعها شُلّت الحركة بشكل شبه تام، التقيت أحد لاعبي الكرة في الدوري المحلي الألماني بشكل عابر وسألته على سبيل المزاح كيف تلعبون الكرة والأجواء لا تساعد حتى على مجرد الخروج من المنزل، فرد باختصار «داس است ماين جوب» بالعربي «هذا عملي»، رغم أن لاعبي هذا الدوري غالبيتهم من الهواة أصلاً، هذه رسالة استفتاحية قصيرة إلى «مترفينا» المحترفون، وشكاواهم وتذمرهم المستمر!

الحبر المسكوب

أذكر قبل أكثر من سنتين أجريت تحقيقاً موسعاً عن المدرب المواطن وما يعانيه من تهميش، واخترت حينها مدربي كرة قدم رغم إيماني التام أن المعاناة هي نفسها في باقي الألعاب، بل هي أكبر، ولكن إذا كان المواطن في كرة القدم يعانى الأمرّين ولا يسمعه أحد، فمن سيسمع صرخات المدربين في الألعاب الأخرى؟ لذلك اخترت أن يضم التحقيق صرخة مدربي «القدم» لعل باقي الألعاب «ينوبها من الحب جانب» في حال وصلت إلى أحدهم!

ومن أبرز ما جاء في التحقيق، الاتفاق التام على ضرورة إنشاء رابطة للمدربين المواطنين، واليوم اقتربنا من ذلك فعلاً، بعد القرار الجريء لاتحاد الكرة الذي أعلنه منذ أيام، ولو حتى على سبيل الدراسة، وبلا شك هي خطوة تحسب لمن تبناها ولمن أصر عليها، والأهم لمن سيتكفل بضمان بقائها وتحقيقها أهدافها المنشودة. نعم ليس النجاح أن ترسم الهدف فحسب من دون أن تسعى لتحقيقه، ولكي يتحقق الهدف من هذه الرابطة علينا أن نأخذ بالأسباب، وأولى هذه الأسباب هو أعلى هرم الرابطة بعد إشهارها الرسمي، فمن سيكون يا تُرى؟ هل هو ممن يعانون أصلاً؟ إذا كان الأمر كذلك فلا أعتقد أن المسألة ستتعدى عملياً حدود الإشهار فحسب. لذا أتمنى أن يترأس الجانب الإداري لهذه الرابطة أحدهم من ذوي الصوت المسموع.

بالحبر السري

مسؤول في مؤسسة إعلامية حاول، ولايزال، جاهداً إيجاد صحافي مواطن يملأ الشاغر لديه، ورغم أنه يتعرض وزملاؤه في القسم لضغوط ميدانية كبيرة إلا أنه لايزال مصرّاً على موقفه، في حين «كبار» المهنة لم يقدموا لنا طوال 30 سنة سوى ثلاثة صحافيين مواطنين، هي حقاً جريمة، وهذه رسالة لمن وصف هذا المسؤول بـ«الكومبارس» ونسي نفسه، ورسالة أخرى لأصحاب الشعارات و«النفخة» الكذابة، إليكم نفحة واحدة من نفحات معاناة صحافتنا!

وتبقى قطرة

ما تعرض له حكامنا من قبل الاتحاد الآسيوي لهو الظلم بعينه وأنفه وأذنه وحنجرته، فكيف تقبل شهادة مراقبي المباراة ويكونون الخصم والقاضي في آن واحد، وحتى من دون مواجهتهم؟ وكيف نسمح لنشر العقوبة وتداولها إعلامياً وهو الأمر الذي لا يحدث عادة ولا حتى على المستوى المحلي، وكيف يصرح رئيس اللجنة الآسيوية بأن المباراة امتدت لشوطين إضافيين وهذا لم يحدث، نعم الخطأ الوحيد الذي ارتكبه حكامنا هو الاعتماد على كلام «فلبينية» و«هندي»، من دون كتاب خطي موقّع، ولكن أبسط تحقيق كان من الممكن فيه إعادة الحق لأصحابه، وكفانا مجاملات!


mashe76@hotmail.com

تويتر