من المجالس

عادل محمد الراشد

يومنا المدرسي طويل، وعامنا الدراسي قصير.. هناك خلل! فهي معادلة معقدة، بل تبدو مختلة وغير متوازنة. فعندما نسمع من مؤسساتنا التعليمية أن الإمارات تأتي في مرتبة متدنية في عدد ساعات الدوام المدرسي على مستوى العالم نتصور أن اليوم المدرسي لا يكاد يستهلك جزءاً من النهار، بينما في الواقع يبدأ اليوم الدراسي قبل طلوع النهار وينتهي في آخره في رحلة يسميها الكثير من الطلاب والطالبات «رحلة العذاب إلى المدرسة».

وعندما نقول «اليوم المدرسي» لا نعني ساعات الدراسة ابتداء من الحصة الأولى وحتى الحصة الأخيرة، فاليوم يبدأ من لحظة الاستيقاظ من النوم وحتى لحظة دخول البيت في المساء. وبين هذه اللحظة وتلك أكثر من 10 ساعات، تبدأ من السادسة صباحاً وتنتهي بعد الرابعة مساء، في رحلة ذهاب شاقة، وعودة مرهقة، تتبعها ساعة غداء وصلاة، فماذا يتبقى من طاقة لديه أو لديها ليعاودا بعدها الاستذكار وحل الواجبات وتجهيز المشروعات وكتابة البحوث وإعداد الأنشطة؟

وعندما نقول إن هناك خللاً لا نعني الاعتراض على ساعات الدوام المدرسي وإضافة الدقائق الخمس إلى كل حصة، فذلك اختصاص لا ننازع أهل التربية والتعليم عليه، فهم أدرى بشعابها وتشعباتها. ولكننا نشير فقط إلى أن عدد ساعات الدوام المدرسي في لوكسمبرغ الواقعة في قلب أوروبا الغربية يبلغ 790 ساعة سنوياً وهو الرقم الأقل عالمياً. ولا أعتقد أن لوكسمبرغ بحاجة إلى نصائحنا لتقوية أداء مؤسساتها التعليمية.

الخلل ليس في ساعات الدوام المدرسي فقط، وإنما في ما يضيع من وقت قبل وبعد الدوام، خصوصاً بالنسبة للساكنين في المناطق الخارجية الذين يقطعون عشرات الكيلومترات ذهاباً وإياباً لتوصيل أبنائهم وبناتهم لعدم وجود مدارس مناسبة في مناطقهم. وهناك خلل في توزيع الإجازات، وطول الإجازة الصيفية التي تستمر عملياً قرابة أربعة شهور. وكل هذا يفرض أسلوب التعويض.. والتعويض يأتي بإطالة اليوم المدرسي وزيادة الحصص، ثم التضييق على الطالب وإيصاله إلى مستوى الإرهاق.

adel.m.alrashed@gmail.com

تويتر