ملح وسكر

يوسف الأحمد

قرار رؤساء اتحادات الدول المشاركة في بطولة كأس الخليج لكرة القدم بتثبيت إقامة «خليجي20» في اليمن، أثار تحفظات الكثير من المتابعين، الذين كان يعتقد بعضهم أن يتم نقل الحدث إلى دولة أخرى، نظراً للأوضاع الأمنية غير المستقرة، علاوة على عدم جاهزية الملاعب والمرافق التي ستخدم ضيوف البطولة. جزئيتان لا خلاف عليهما، وشواهد الواقع تؤكدهما، لكن تأكيد رئيس الاتحاد اليمني أن هذه النواقص ستكون جاهزة في وقتها، وأنهم يعملون من الآن على تجهيز المرافق التي تحتاجها البطولة، هو ما منحه التأييد بكسب ثقة الأعضاء لتثبيت البطولة في اليمن. في الوقت الذي ستكون فيه طقوسها وشكلها مختلفاً نوعاً ما عن البطولات السابقة، التي لم تخرج عن إطار الدول الست، إلا أنها ستكون تجربة فريدة لجماهير المنطقة لحضور أجواء مغايرة أساسها البساطة والترحاب والفن الأصيل!

انتهت مرحلة دور الثمانية من بطولة الكأس، التي جاءت ساخنة ومثيرة في نتائجها، حيث كُتبت السعادة لأصحاب السعادة في «دار الزين» بعد خماسيتهم بمرمى النصر، الذي ظهر أداؤه مغايراً في هذه المرة من خلال التجانس والانضباط، بيد أن حارس مرمى الفريق خانه التوفيق والتركيز، حيث كان نقطة الضعف التي تسببت في توتر وإحباط باكسلدورف مدرب العميد. المفارقه في هذه المباراة أن الأهداف الثمانية أغلبها جاء بسبب أخطاء الحارسين، الأمر الذي اعتبره البعض بمثابة إنذار لهما من تكرار هذه الأخطاء مستقبلاً، التي ربما تكلف فريقيهما الكثير في الاستحقاقات القادمة، وقد لا تغفر جماهيرهما زلاتهما مرةً أخرى!

وقف النجم إسماعيل راشد الوقفة الأخيرة أمام الجماهير لاعباً في تلك الليلة التي احتفل باعتزاله الرسمي فيها. فقد كان الوداع الصعب الذي لايمكن تقبله بسهولة، لكنها حكمة الأقدار والأيام، التي تمر بسرعة البرق، حيث حملت معها الذكريات، بحلوها ومرها، منذ البدايات لاعباً ناشئاً وصولاً إلى النهايات معتزلاً. لذا فقد كانت خاتمة رائعة وتكريماً جاء في وقته، كونه يعد تقديراً للعطاء والإخلاص اللذين قدمهما الجنرال لفريقه ومنتخب بلاده طوال هذه السنوات. فشكراً لإسماعيل على ما قدم، حيث كان مثالاً للتفاني والالتزام، فمسيرته مع المستديرة رسالة إلى لاعبي اليوم الذين يتوجب عليهم الاستفادة من تجربته كلاعب من أجل استدراك المبادئ والأخلاق التي تبقى مع اللاعب في كل مكان وزمان!

أخيراً لا نريد أن تخلو الساحة الرياضية من الإثارة الصحافية، لكننا لانريدها أن تبتذل، بأن تتحول إلى هجوم من طرف على آخر، كي لا تكرس وتغذي الحساسية والتعصب الذي نمقته، حتى لا تُهيج شجون المدرج الذي يضم الإنسان البسيط الجاهز للاشتعال، ثم الانفجار حتى لو كان من شرارة صغيرة. فالمشكلة حينما يحاول البعض أن يبحث عن الإثارة التي تتجاوز الحدود باستعمال ألفاظ تستفز الآخرين. وللأسف فنحن ظللنا سنوات (نرمس) ونجادل ويتهم بعضنا بعضاً، دون أن تُطبق جملة واحدة من ذلك الهرج المعتاد سماعه. ليتنا نقرن العمل بالصوت الذي طال سماعه، لكننا بفعل هرولتنا على الفاضي والمليان، فضلنا الرغي على العمل، وصدق الذي قال: «من طال لسانه قصر يداه».

ya300@hotmail.com

تويتر