عام الأهداف

ميره القاسم

اليوم نسدل ستائر النسيان على العام الميلادي، وسنبحث عن «تقويم» ميلادي جديد نزين به مكاتبنا ومنازلنا ولنبدأ عد أأيام العام المقبل بطريقة «أتمنى» أن تكون علمية صحيحة تتجاوز حكمةأ أو بيت شعر في أسفل المفكرة.

أاليوم يستعد المواطن، أي مواطن في أي دولة، لنسيان عام كامل مر على قرضه المالي المستدان من بنكه المفضل الذي يتربص به في كل شاردة وواردة من وزارة المالية، وبمجرد أن تقرأ الميزانية العامة التي تحمل الوعود وتروّج لتحقيق السعادة والحياة الآمنة التي تغنيك عن استخدام الورقة والقلم عند ذهابك إلى الـ«سوبرماركت» لشراء الغذاء والصحف اليومية والأسبوعية المعاد تدويرها وتعليبها مع كل فجر ميلاد جديد.

أالمواطن سيرتاح اليوم من تناقض الأسابيع الماضية ومن تضارب الفتاوى التي تتقاذفها الصحف والقنوات والمواقع لتقول له بصوت مرتفع «لا تعايد» الأجانب، ولتهمس له الفتاوى المتبقية في الجانب الآخر بصوت لا يكاد يسمع «عايدهم» فـالدين معاملة وسلوك، ليبقى المسكين متأرجحاً بينما يضمر في نفسه الأمارة بالسوء في انتظار فتوى جديدة مثل نهاية كل عام لترشده إلى اتباع الطريقة الصحيحة لمشاركة الأصدقاء في العمل وفي المنزل وفي المجتمع فرحتهم مثلما شاركوه فرحته بأعياده الإسلامية عندما يعيش بين ظهرانيهم.

اليوم يلملم المواطن أحلامه القديمة الفائضة عن حاجته، معتبراً أنها كانت «أضغاث أحلام» ويقتنع عن طيب خاطر بأنه ليس ملزماً بتبني أحلام مستقبله التي لا تتحقق إلا في المنام، بيد أن الإنسان مفطور على الأمل، لهذا سرعان ما يعود إلى الاهتمام بأحلامه المستقبلية، ويحاكيها أأكما لو أنها أحلام جديدة، الفارق الوحيد أنه سيكون بحكم التجربة أقل أملاً في أن تتحول إلى حقائق، مع تغييرأ جديد يقضي بشد الحزام وإلغاء بند «الترفيه» والتمسك بشعار «القرش الأبيض لليوم الأسود».

أوبحكم العداء الأزلي بين المواطن وبعض المسؤولين في مجتمعاتنا العربية على وجه العموم، أتوقع أن الثاني سيغار من أحلام الأول البسيطة والتي لا تكلف في مجملها المسؤول سوى مخافة الله وإطاعة أولي الأمر وتنفيذ التوصيات بشأن راحة شقيقه المواطن المغلوب على أمره وتحقيق احتياجاته والعمل وفق منهجنا الرباني «وقل اعملوا»أ .

أأما هنا في الإمارات فأتوقع أن يكون هدف عامنا المقبل منحصراً في تحقيق الأهداف الاستراتيجية أكثر من الحديث عنها، ولنا في قانون تشكيل هيئة الطاقة النووية خير مثال، فقد سبق نهاية العام بأيام قليلة، ليكون التعويض المناسب في الوقت المناسب بأمر من الشيخ الوالد خليفة بن زايدأ عما فقدناه في زحمة الاحتياجات أو سقط سهواً من قبل بعض المسؤولين، فالرسالة واضحة لأبعد درجة متوقعة، فالإمارات تستحق أن تنعم بالتنمية الحقيقية، وأن تشعر الآخرين بإمكاناتها السلمية.

مبارك للوطن.. مبارك للحكام.. ولرئيس وأعضاء لجنة هيئة الطاقة النووية وعلى وجه التخصيص الشيخة لبنى القاسمي. أما القراء الأعزاء فلهم كل الأمل بعام أجمل، ولأهلنا في غزة أوالعراق وكل المعذبين في الأرض كل المنى بأن يكون العام الآتي أقل حزناً.

تويتر