ملح وسكر

يوسف الأحمد

لابد لنا من العودة إلى مباراتنا الماضية مع المنتخب الكويتي في اللقاء الودي الذي أقيم في الكويت بمناسبة اعتزال الكويتي علي عبدالرضا وانتهى سلباً، ثم سرعان ما أخذت الجدية مكانها في المباراة التي لم يكن فيها منتخبنا في حالة مطمئنة، لقد كان هناك خلل في أداء الفريق الذي عجز عن خلق فرص حقيقية له أمام المرمى الكويتي، في الوقت الذي ظهرت خطورة الأزرق وتجانس عناصره بشكل متوازن، ساعد على قراءة شكل وأداء منتخبهم، على عكس منتخبنا الذي لم يصل إلى المرحلة التي تمنحه هوية معروفة من خلال أسلوب وطريقة معينه لأدائه. وقد يكون مرد ذلك إلى مرحلة التجريب وعدم الثبات على تشكيل معين من لقاء إلى آخر. و للتنويه فقط، أخشى أن تستمر معنا هذه الحالة طويلاً ونعيد سيناريو المدربين السابقين الذين عملوا لفترات طويلة في التجارب و الاختبارات، و في النهاية انطبق على محصلتهم القول المعروف «يا بوزيد كأنك ما غزيت»!

بطولة أندية العالم في أبوظبي كانت حدثاً فريداً، ولم يكن من السهولة الحصول على حق تنظيمها واستضافتها على أرض الدولة، فقد بُذلت جهود مضنية للظفر بها، كما أن تنظيم الحدث بهذه الصورة الأكثر من رائعة لم يكن ليظهر لولا الأرقام الكبيرة التي صرُفت لأجله. إلا أن ترويج الحدث إعلامياً لم يكن مواكباً لأهميته ومكانته العالمية، كون قناة «الجزيرة الرياضية» التي استلمت حق نقل وقائع وأحداث البطولة استغلت ذلك الحق في منحى آخر من خلال الترويج لقطر التي تسعى في الفوز بحق استضافة مونديال ،2020 والذي يتم التخطيط له من الآن. فقد لمسنا نوعاً من التجاهل نحو هذه البطولة وعدم إعطائها الأهمية الكبرى كحال البطولات الأخرى التي نقلتها على شاشتها وكانت سبباً في اكتساح تلك الجماهيرية التي اكتسبتها القناة في فترة وجيزة، لكن هنا في أبوظبي لم تكن الصورة مرضية على الرغم من الاهتمام الرسمي والشعبي والنجاح الجماهيري للبطولة!

المبادرة التي أطلقها اتحاد الكرة صوب الأشقاء في مصر والجزائر كانت رائعة، وتنم عن الشعور الأخوي الذي نكنه صوب أشقائنا وأصدقائنا في كل مكان وزمان. لكن توقيت هذه المبادرة خانه الصواب في تقديري وفي تقدير الكثيرين. إذ إن رماد الفتنة لم يخمد في البلدين، فالنفوس مازالت مشحونة، والرأب يكبر يوماً بعد يوم، ولا أعتقد أن التصالح سيكون سهلاً كما يظن البعض، فقد بلغ مرحلة من التمادي والمكابرة إلى حد لا يطاق، إذ تعدى المستويين الرياضي والسياسي، ووصل إلى المقاطعة والمجاهرة بها. ولعل انسحاب رئيس الاتحاد المصري أخيراً من اجتماع لجان الجامعة العربية الذي ترأسه روراوه الجزائري، يؤكد ما نحن فيه. هنا نقول للإخوة في الاتحاد دعوهم وشأنهم، فالأيام كفيلة بإصلاح ذات البين، فعندكم الأهم، ويكفي ما حصل من إحراج!

أخيراً، تأهل فريق الوصل إلى الدور نصف النهائي من بطولة أندية الخليج ساعد على تعزيز الثقة بين المدرب واللاعبين، فمع مرور الأيام تمكن غيماريش من تثبيت وتطبيع فكره وأسلوبه بعد أن فطن لسلوك وفكر اللاعبين، وآخر الثمار فوز الوصل على عجمان. لكن هذا لايعفي من بعض الأخطاء والهفوات التي يقع فيها الفريق، والتي من أبرزها ضياع الفرص ورعونة المهاجمين أمام المرمى، وتحديداً مهاجم الفريق الشاب الذي قاد مهرجان ضياع الفرص في مباراة الكويت الكويتي وحرم الفريق من التسجيل. فاللاعب يحتاج إلى جلسة لتقويم تركيزه وتهذيب حركته أمام المرمى.

ya300@hotmail.com

تويتر