أقول لكم

محمد يوسف

نعترف بأننا لسنا بلاد أمطار، وأن أجهزتنا لا تملك الخبرة الكافية للتعامل مع هطول متواصل للمطر يستمر لـ48 ساعة، وأن مدننا التي تضم شبكات صرف تتجمع في شوارعها وأحيائها كميات كبيرة من المياه، ونعترف بأن جهوداً مضنية يجب أن تُبذل للتخلص من تلك المياه المتراكمة!

وبعد الاعتراف، هل نسكت؟ وهل نترك الأمور هكذا خاضعة للصدفة ولا نتحدث إلا في المناسبات المطرية إن جاز التعبير؟ وهل يجوز أن ننتظر في كل مرة حدوث أزمة لنعالجها من دون أن نبحث في أمور الوقاية؟

أقول لكم، إذا كانت الأجهزة المعنية لا تتعب من تحمل اللوم وكلمات العتاب، فنحن أيضاً لن نتعب من المطالبة بمحاسبة المقصرين، وسنستمر في توجيه أصابع الاتهام نحو كل جهة متقاعسة، سواء في المدن التي لديها شبكات صرف أو التي لم تعرفها حتى الآن، خصوصاً الجهات التي أثبتت عجزها عن التعامل مع تداعيات سقوط الأمطار، وأثبتت فشلها مرتين، الأولى في التخطيط والاستعداد لموسم الأمطار. والثانية في عدم استجابتها السريعة بالرجال والمعدات القادرة على إزالة ما تراكم ورفع ما تضرر، وإعادة الأمور إلى طبيعتها بأسرع وقت ممكن، ونكرر ما طرحناه من قبل على القائمين على شؤون الجهات المسؤولة عن شبكات الصرف في أبوظبي ودبي حول تجهيز تلك الشبكات مع بدء موسم الأمطار، على الرغم مما لمسناه من قدرة فائقة على التحرك الجماعي للأجهزة وإزالة كل أثر للمياه خلال يومين في المدينتين، أما المدن الأخرى، خصوصاً الشارقة وعجمان، فنحن نتساءل عن الخطط التي سمعنا عنها كثيراً، عن البنى التحتية التي رصدت لها الميزانيات وقدمت الاحتياجات، ضمن الخطط الطارئة للدعم، نتساءل عن تواريخ بدء العمل في الشبكات ومدد الإنجاز، وأيضاً عن إجراءات مساءلة الجهات العاجزة عن التعامل مع آثار الأمطار ومياهها المتراكمة حتى الآن!

 

myousef_1@yahoo.com

تويتر